للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُقال: آل حامِيم. فأعرفه.

وقولُه تَعَالى: {والَّذِيِْنَ يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِهِ}.

قرأ نافعٌ وابنُ عامرٍ - رواية هشامٍ - بالتاء عَلَى الخِطاب، أي: قُل لهم يا مُحَمَّد.

وقرأ الباقون بالياءِ إخبارًا عنْ غَيْبٍ، والأمرُ بينهما قَريبٌ.

وقولُه تَعَالى: {يَوْمَ التَّلَاقِ} .. والتَّنَادِ.

كان ابْنُ كثيرٍ يثبت الياء فيهما وَصَلَ أو وَقَفَ عَلَى الأصل، لأنَّه من لَقِيْتُ ونَادَيْتُ.

وكان نافعٌ يثبتها وصلًا، ويحذفها وقفًا، لأنَّه تبعُ المُصحَفَ فِي الوقف، والَأصلَ فِي الدَّرْجِ.

والباقون يحذفون وَصَلُوا أو وَقَفُواْ اجتزاءً بالكسرة، واتباعًا للمُصحف، ولأنَّها رأس آية.

وفي «التَّنَادِ» قراءةٌ رابعةٌ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عبدان، عن علي، عن أبي عبيد، قال: أخبرني إبراهيم، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عَبَّاس، «يوم التَّنَادِّ» بتشديد الدال. قَالَ: تَنِدُّ الإِبِلُ، وشاهده قولُه: {يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيْهِ}.

وحدَّثني ابنُ مجاهد، عنْ السِّمَّرِيّ، عنْ الفَرَّاء، قَالَ: حَدَّثَنَا حبَّان، عنْ الَأجلح، عنْ الضَّحاك بْن مُزاحم، أَنَّهُ قَالَ: تَنْزلُ الملائكةُ من السّماوات فتحيط‍ بأقطار الأرضِ ويجاءُ بَجَهنَّم، فإذا رأوها هالتهم فَنَدُّوا فِي الأرضِ كَمَا تَنِدُّ الإِبل فلا يتوجهون قط‍ إلا رأوا ملائكة فيرجعون من حيث جاءوا وذلك قولُه: {يَاْ مَعْشَرَ الجِنِّ والِإنْسِ إِنِ استَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أقَطَارِ السَّمَاوَاتِ} وذَلِكَ قولُه: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} وذلك قولُه: {يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا}.

وقال الأجلح: وقرأ الضَّحاك «يَوْمَ التَّنَادّ» مشددًا قَالَ الشَّاعِرُ: - فِي التَّنادي بإثبات الياءِ، والتَّخفيف -:

مَنَعَ النَّوْمَ ذكرُ يومِ التَّنَادِيْ ... وإلى اللَّه مَرْجِعِي وَمَعَادِي

يومَ زَادَتْ أضْعَافْهَا الأرضُ مدًّا ... ثُمَّ صَارَتْ قَرَارَ كلِّ العِبَادِ

يُريد قَوْلَه تَعَالى: {وَإذَا الَأرْضُ مُدَّتْ} وهو بتبديلها «يَوْمَ تُبَدَّلُ الَأرْضُ غَيْرَ

<<  <   >  >>