والقراء جميعا يقرءون:«ولا يُنْقَصُ» بضمِّ الياءِ عَلَى ما لم يُسم فاعله لقَوله: «وما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ «إلا الحسن وقتادة فإنهما يقرءان «ولا يَنْقُصُ» بفتح الياء.
وقولُه تَعَالى:{ومَكْرَ السَّيِّئ}.
قرأ حمزةُ وحده:«السَّيِّئ» بجزم الهمزة، وإنما فعل ذَلِكَ لتوالي الكسرات مَعَ الياء والهمزة، فأسكنه تخفيفا، كما يَفعل أَبُو عَمْرو فِي نَحو:«خَادِعْهُمْ» و «يَنْصُرْكُمْ» و «يَأْمُرْكُمْ» وقد نَسب بعضُ من لا يعرف العربيَّة واتساع العرب حمزة إلى اللَّحْنِ، وليس لحنًا لما أخبرتك.
وقرأ الباقون:«السَّيِّئ» بكسر الهمزة عَلَى الأصل.
وفيها قراءةٌ ثالثةٌ: روى شبلٌ عنْ ابْنُ كثيرٍ «السيء»، قَالَ ابْنُ مجاهد: وهو خطأ.
واجمعوا عَلَى «ولا يحيق المكر السيئ» أن همزتها مرفوعةً.
فإن قيل لَكَ: فهلَّا أسكن حمزة الثاني كما أسكن الأول.
فقيل: إنما أسكن الأَول استثقالًا لاجتماع الكسرة مَعَ الياء ولما انضمت الهمزة فِي الثانية لم يستثقل فأتى به على الأصل.