وحدَّثني أَبُو عُمَرٍ، عن ثعلب، عن سلمة، عن الفراء، قال من العربِ من يَقُولُ:«فِيهِ سَكِّيْنَةُ مِنْ رَبِكُمْ» بالتَّشديد، يريد: سكينة.
وقولُه تَعَالى:{ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ}.
قرأ أَبُو عَمْرٍو وحده مضافًا:«اُكُلِ خَمْطٍ».
وقرأ الباقون:«أُكُلٍ خَمْطٍ» منَّونًا. قَالَ النَّحويُّون: وهو الاختيار، لأنَّ الخَمْطَ نعتٌ للأكل والشيء لا يُضاف إلى نعته. ومن أضافَ، قَالَ: الخَمْطُ: جنسٌ من المأكولات، والأُكُلِ أشياءٌ مختلفةٌ فأضفته إلى الخمط، كما يُضاف الأنواع إلى الأجناس، والخميط: ثمرُ الأراك، وهو البَربرُ أيضًا، واحدها بَريرة. وبريرة: جاريةُ عائشةَ، والبَرِيْرُ: شجرُ السِّواك، والأَثل: شجرٌ واحدها أَثْلَةٌ وتجمع أثلات في العدد القليل، قال الشاعر:
فيا أثلات القاع من بطن توضح ... حنيني إلى أَوْطَانِكُنَّ طَوِيْلُ
ويروى: أطلالكن.
وابنُ كثيرٍ ونافعٌ يخففان:«أُكْلٍ خَمْطٍ».
والباقون يثقلون:«أُكُلٍ خَمْطٍ» بضم الكاف عَلَى الأصل، كما قَالَ تَعَالى:
{أُكُلُهَا دَآِئمٌ}. ومن أسكن الكاف مال إلى التَّخفيف، وقد ذكرتُهُ فيما تقدَّمَ.