للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والصَّواب: أن تجعل أهلات جمع أهلية.

فإن قيل لك: يجوز أن تَقُولُ: أهلون بفتح الهاء كما تَقُولُ: أرضون إذ كان الأصل فِيهِ أرضات؟

فالجوابُ فِي ذَلِكَ قَالَ سيبويه: إنما جمعت أرضون عَلَى فتح الرَّاءِ؛ لأن الأصل أرضات. فلما عُدل إلى جمع السلامة بالواو والنون تركت الفتحة التي كانت فِي أرضات؛ لأن ما لا يعقل لا يجمع بالواو وبالنون.

وأجازَ الفَرَّاءُ أَرْضُونَ، وأَرَضُون، ولغة ثالثة آراض.

واعلم أن «أهل» مذكر تصغيره: أهيل. وابن «أرض» لمؤنثه، وتصغيرها: أُريضة.

فالتَّاء سائغة ممتنعة فِي المذكر، فهذا فَصْلُ ما بنيهما وما علمت أحدًا تكلَّم فِيهِ.

وقولُه تَعَالى: {إنَّا مُنْزِلُونَ}.

قرأ ابْنُ عامر وحده «منزِّلُون» مشدَّدًا من نَزَّل ينزِّلُ.

والباقون: «مُنْزِلُونَ» مخففًا من أنزل. وقد ذكرته بعامة فِي غير موضع.

وقولُه تَعَالى: {إنَّ اللَّه يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ}.

قرأ حمزةُ والكِسَائِيُّ ونافعٌ وابنُ كثيرٍ وابنُ عامرٍ: «إنَّ اللَّه يَعْلَمُ ما تَدْعُوْنَ» بالتاء عَلَى الخطاب.

وقرأ عاصمٌ وأبو عمرٍو: «يدعون» بالياء إخبارًا عن غَيْبٍ. و «ما» فِي موضع نصب بمعنى «الَّذِي»، كناية عن الصَنَمِ والوثن وغير ذلك مما جعلوه إلها من دونِ اللهِ، ولا نُشرك باللهِ شيئًا. فالوَثَنُ ما كان من صفرٍ أو حديدٍ أو خشبٍ. والصنم: ما كان من ذهب «يَدْعُوْنَ» صلة ما.

وقولُه تَعَالى: {وَقَالُواْ لَولَا أنزل عليه آيات}.

قرأ ابنُ كثيرٍ وحمزةُ والكِسَائِيُّ وعاصِمٌ فِي روايةِ أَبِي بكرٍ: بالّتَوحيد.

وقرأ الباقون بالجَمعِ فمن جمع فحجَّتُهُ «قُل إنّما الأيَاتُ» ومن وحد اجتزأ بالواحدة عن الجميع. والآية فِي اللُّغة: العَلَامةُ، تقولُ العربُ: بيني وبينَ فلانٍ آيةٌ أي علامةٌ.

قَالَ الشَّاعرُ:

تَوَهَّمْتُ آياتٍ لَهَا فَعَرَفْتُهَا ... لِسِتَّةِ أَعْوَاْمٍ وَذَا العَامُ سابعُ

<<  <   >  >>