ويقال: راعٍ ورعاةٌ مثل قاضٍ وقضاةٍ، وراعٍ وراعون مثل قاض وقاضون.
فإن سأل سائلٌ فَقَالَ: ما مثال رُعاة من الصَّحيح؟ فقل: لا مثال له من الصَّحيح عند البصريين؛ لأنَّ وزنَ رعاةٍ فُعَلَه، وعند الكوفيين فُعَّلٌ مثل غُزًّى فِي جمع غاز، والأصل: رُعَّىٌ، فحذفوا حرفًا كراهية التشديد وعوَضُوا الهاءَ فِي آخر. ومثل رُعًى فِي جمع راع بُدًى فِي الأعراب يريدون: «بادُون» قرأ بذلك ابْنُ مَسْعُود.
ومَنْ قَرَأ: «يُصْدِرَ» بالضّمة فمعناه: حَتَّى يصدروا إبلهم ومواشيهم عن الماء، يقال: ورد زيد الماء يرده ورودا وارِدٌ، وصَدَرَ عن الماءِ يًصْدُرُ صَدَرًا فهو صادِرٌ.
وأصْدَرَ: صدَّر غيره وأَورده يُصدره ويُورده إصدارًا وإيرادًا، والموضع: المَصدرُ والمَوردُ.
وقرأ حمزة والكِسَائِيُّ: «حتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ» بإشمام الراء.
ومن العربِ مَن يَقُولُ: حَتَّى يُزْدِرَ الرَّعَآءُ بالزاي خالصًا أنشدني ابنُ دُرَيْدٍ:
ولا تُهَيِّبُنِيْ المَوْمَاةُ أَرْكَبْهَا ... إِذَا تَجَاوَبَتِ الأَزْدَاءُ بالسَّحَرِ
يريدون بأزداء: الأصداء، وهو جمع صَدًى. الصَّدَى: ذَكَرُ البُوْمِ، والصَّدَى:
الصًّوْتُ الَّذِي يُجيبك فِي الحمام والصَّحراء. والصَّدَى: العَطَشُ، والصَّدَى: القِيَامُ بأمرِ المَعَاش، يقال: فلانٌ صَدَى مالٍ. والصَّدَى: عِظامُ المَيِّتِ إذا بَلِيَ، قال أَبُو دُؤَادٍ:
سُلِّط الموتُ والمنونُ عَلَيهم ... فَلَهُمْ فِي صَدَى المَقَاْبِرِ هَامُ
والصَّدَى - أيضًا -: من أَلوان الخَيْلِ، يقال: فَرَسٌ أَصْدَى والأُنثى صَدَّاء. والصَّدأ - بالهمز - صَدَأُ الحَدِيْدِ والسَّيْفِ، قال النَّابِغَةُ:
سَهِكْينَ مِنْ صَدَإِ الحَدِيْدِ كَأنَّهُمْ ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ جَنَّةً البَقَّارِ
تقولُ العربُ: يدي من الحديد سَهكه ومن الأشنان فَضيضه. ومن المراد روطه، ومن الخَمر وحده، ومن الزَّعفران ردعه، ومن المسك والطيب عَبقه، ومن الزُّبد وضره، ومن اللَّحم زهمه، ومن الغُثات قَشمه، وقال النَّضر بْن شُميل:
يُقال: لخمرِ العجين إذا حمض: الوصد.
قرأ حمزة وحده: «أو جُذوة» بالضم، وجمعها جُذًى.
وقرأ عاصمٌ: «جَذوة» بالفَتْحِ، وجمعها جُذًى.
وقرأ الباقون: «جِذوة» بالكسر وجمعها جُذًى، قال الشاعر: