ويقولون بالكذبِ الصُراح وما لا يَفعلون، والشَّيطان كان يقذف فِيْ لسانهم ويعينهم عَلَى قول الفُحشِ والهجاءِ، كَمَا أن المَلَكُ يعين شاعر رَسُول الله ومَنْ يُنافِحُ عَنْ دين الله عزَّ وجلَّ، ألم تَسمع قولَ رَسُولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «اهجُهُم وجِبْرِيْلُ مَعَكَ»؟ فشعراءُ المسلمين خارجون من هَذِهِ الآية لقوله:{إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} وقد كان أَبُو بكرٍ شاعرًا وعمر شاعرًا وعلى أشعر الثلاثة. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ الشعرُ كلامٌ منظومٌ بمنزلة المنثور من الكلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح، فإذا قَالَ الرجلُ شِعْرًا وفيه رَفَثٌ وفُحْشٌ سقطت عدالته وإذا قَالَ شعرًا فيه الغَزَل الذي لَيْسَ بمكروه أو مدح رجلًا قُبلت عدالته.
وفي هَذِهِ السُّورة من الياءات:
«إنيَ أخاف» أرسلها أهل الكوفة وابن عامر وفتحها الباقون.
«أن معيَ رَبِّي» فتحها حفصٌ عَنْ عاصمٍ وحده.
«عدوٌّ لي إلا» فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون. وكذلك «اغفر لأبِي إنَّه» وكذلك «إن أَجْرِيَ» فِيْ كل ما فِيْ السورة وحفص معهم، وفتح ابن كثير ونافع وَأَبُو عَمْرو «إنِّيَ أخاف» فِيْ ثلاثة مواضع من هَذِهِ السورة.