للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {يوقد مِنْ شَجَرَةٍ}.

فيه أربعُ قراءاتٍ:

قرأ ابنُ عامرٍ: ونافعٌ، وحفصٌ، عَنْ عاصمٍ «يُوقَدُ» ردًّا عَلَى الكواكب وقرأ ابن مُحَيْصن «تُوقَدُ» برفع الدال ردًّا عَلَى الزُّجاجة. أراد: تتوقد فحذف إحدى التاءين، والمصدرُ من تَوَقَّدَ تَوَقُّدًا والمصدر من تُوقد ويُوقد ايقادًا.

وقرأ ابنُ كثيرٍ، وَأَبُو عَمْرو «تَوَقَّدَ» فعل ماضٍ.

وقرأ حمزةُ، والكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ، عَنْ عاصمٍ «توقد».

والناس كلهم يضمون الزاي فِيْ الزُّجاجة إلى نصر بْن عاصم، فإنه قرأ «زِجَاجة» بكسر الزاي، والزِّجاج فِيْ كلام العرب فِيْ غير الموضع جمع زِجّ.

وقولُه تَعَالى: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيْهَا بالغدو}.

قرأ عاصم - في رواية أبي بكر وابن عامر «يسبح له» على ما لم يمض فاعله.

فعلى قراءتهما تَرتفع «الرَّجال» من وجهين:

أحدهما: أنَّ الكلامَ قَد تَمَّ عند «الَأصال». ثُمَّ يَقُول: {رجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ، وَلَا بَيعٌ عَنْ ذِكْرِ الله} فالتِّجارة الجَلب، والبَيع ما يَبيع الرَّجُلُ عَلَى يده.

والوجه الثاني: أن ترفع الرجال بإضْمَارِ فعلٍ فيكون الكلام تامًّا عَلَى «والأَصال»، ثُمَّ يتبدى: رجالٌ أي: يسبِّحه رجالٌ.

وقرأ الباقون: «يُسبِّحُ» بكسر الباء «رجال»: برفع، فعلى هَذِهِ القراءة لا يكون الوقف إلا عَلَى الرِّجال. والاختيار يُسبَّح بكسر الباء، لأنّ فتحَ الباءَ ما روى إلا عَنْ عاصمٍ وابن عامر، وقد روى عَنْ عاصم الكسر أيضًا.

وحدَّثني ابنُ مجاهدٍ، قَالَ: حدَّثني إدريس وابن أبي خَيْثَمَةَ، عَنْ خلف، عَنْ الضَّحاك بْن ميمون، عَنْ عاصمِ بْن أبي النُّجود «يُسبِّح» بكسر» الباء. وأمَّا «الأَصَال» فجمعُ أصيلٍ، وهو قراءة الناس إلا أبا مجلز قرأ «بالغُدُوِّ والِإصَالِ» بكسر الألف جعله مصدرًا.

وقولُه تَعَالى: {واللهُ خَلَقَ كلِّ دَآبَةٍ من ماءٍ}.

قرأ حمزة، والكِسَائِيُّ «خالِقُ كلِّ دآبةٍ» عَلَى فاعل، وهو مضاف إلى ما بعده.

وقرأ الباقون «خَلَقَ» فعل ماضٍ. «وكلَّ» نصب مفعول. و «من» جر فإنَّ

<<  <   >  >>