للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقراءةُ الرابعةُ: حدَّثني أَحْمَد، عَنْ عليّ، عَنْ أبي عُبَيْدٍ أنّ الضَّحاك قرأ «قَالَ رَبِّي احْكَمُ بالحَقِّ» وهذا وجهٌ حسنٌ، إلّا أَنَّهُ يُخالف المصُحف، لزيادة الياء، فعلى قراءةِ الضَّحاك: «رَبِّيَ» رفع بالابتداء، «وأحكُم» خبر الابتداء. كَمَا يَقُول: «الله أْحْسَنُ الخَالِقيْنَ» ومن قرأ «ربِّ» فموضعه نَصبٌ، لأنَّه مُضافٌ. ومعناه يا ربي: فسقطت الياء تخفيفًا.

وقولُه تَعَالى: {عَمَّا يَصِفُونَ}.

قرأ ابن عامر وحده بالياء إخبارًا عَنْ غيبٍ.

وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب.

واختلفوا في هذه السُّورة في أربِع ياءاتٍ:

{مَسَّنِيَ الضُّرُّ}.

و{عِبَادِيَ الّصالِحُونَ}.

أسكنهَا حمزةُ وفتحها الباقون. والاختيار الفتح؛ لأنَّك إذا أسكنتها سقطت الياءُ لالتقاء السّاكنينَ. وكلُّ حرفٍ من كتاب الله تَعَالى يُثاب قارئه عليه عشرَ حسناتٍ.

وقولُه: «إنِّيَ إلَهٌ مِنْ دُوْنِهِ» فتحها نافعٌ وأبو عَمْرو، وأسكنها الباقون.

والحرف الرابع «ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ» فتحَها عاصمٌ وحده في رواية حفصٍ، وأسكنها الباقون، وقد ذكرتُ علَّة ذَلِكَ فيما سلف. فأغنى عن الإعادة هاهنا (١).


(١) قال ابن الجزري في النشر ص/ ٣٣٧: «(وفيها من ياءات الإضافة أربع) (إني إله) فتحها المدنيان وأبو عمرو (ومن معي) فتحها حفص (مسني الضر، عبادي الصالحون) أسكنهما حمزة.
(وفيها من الزوائد ثلاث) (فاعبدون) في الموضعين (فلا تستعجلون) أثبتهن في الحالين يعقوب».

<<  <   >  >>