عُبَيْدٍ، عَنْ الكِسَائِيّ، قَالَ: في حَرْفِ أُبَيٍّ: «وإنِّي اختَرْتُكَ» فمَن قرأ: «وأَنا» فموضعه رفعٌ بالابتداءِ، ومَن قرأ: «وأنَّا» فالأصل: أنّنا، فالنّون والألف نصب ب أن، وأن مَعَ ما بعدها في موضع نصبٍ «نُوْدِيَ} .... أنَّا اختَرْناكَ» ولا أَنَا اخترناك.
وأمَّا قراءةُ أُبيٍّ فإنّ حرفُ نَصْبٍ ولا موضع لَهُ، والياء نَصْبٌ ب: إنّ فاعرف ذَلِكَ.
وقرأ الباقون: وأنا اخْتَرْتُكَ عَلَى لفظِ الواحدِ لقوله: {إنّي أَنَا اللهُ}.
وقولُه تَعَالَى: {هَارُوْنَ أَخِيُ أشْدُدْ}.
قرأ ابنُ عامرٍ وحدَه: «أشْدُدْ» بفتح الألف وقطعه.
«وأُشْرِكْهُ في أمري» بضمِّ الألفِ كأنَّ مُوسى عَلَيْهِ السَّلام يُخبرُ عَنْ نَفسه. والفعلُ لَهُ كما تَقُولُ: زُرْني أنفعك، وأُكرمك. وغنما أنجزم الفعلان، لأنَّ جوابَ الأمرِ جوابُ شرطٍ وجزاءٌ مقدَّرٌ.
فإن قِيلَ: لِمَ فَتَحَ الألف في «أشْدُدْ بِهِ» وضمّ في «أُشركه»؟
فقل: إذَا كَانَ ثلاثيًا، كَانَ ألفُ المُخبِرِ عَنْ نَفسه مفتوحًا، وإذا كَانَ الفعلُ رباعيًا كَانَ الألفُ مضمومًا، ألا ترى أنَّك تَقُولُ: شدَّ يشدُّ وأشرك يشرك.
وقرأ الباقون «أخي اشدد» بوصل الألِف، وإذا ابتدأت بِهِ قلت: «أُشدد» بضمِّ الألفِ تجعله دُعَاءً أي: يا ربّ أشدد أنت بِهِ أزري أي: ظهري، وأشركه في أمري بفتح الأَلِف، كما تَقُولُ: أَكرمه، والفعلُ الرُّباعي ألفه مفتوحة في الأمر، والثّلاثي ألفه مضمومة ومكسورة، نحو {اركَب مَّعَنَا} {اضْرِب بِعَصَاْكَ} {ادخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} وهذا قد أحكَمْتُهُ في كتاب الألفات.
وكان أَبُو عَمْرو وابنُ كَثيرٍ يفتحان الياءَ في أَخِيَ أشدد والباقون يسكنون.
وقولُه تَعَالَى: {واشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}.
قرأ ابن كثيرٍ، والمُسَيِّبيّ، عَنْ نافعٍ: «واشركهو» بواو بعد الهاء.
والباقون يختلِسون الضَّمة. وقد ذكرُ علّة ذلك فيما سلف فأغنى عن الإعادة.
وقولُه تَعَالَى: {الأرْضَ مَهْدًا}.
قرأ أهلُ الكوفَة: «مَهْدًا» والأمرُ بينهما قريبٌ كما تَقُولُ: {جعل لكم الأرضَ فراشًا. والسماءَ بناءً: } وأبين من ذَلِكَ أن القراء كلهم قرءوا في: {عَمَّ يَتَسَاءَلونَ}