للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وعن ابن عباس: الويل: (المشقة) (١) من العذاب. وقال الخليل بن أحمد: الويل شدة الشر. وقال سيبويه: "ويل": لمن وقع في الهلكة، "وويح": لمن أشرف عليها؛ وقال الأصمعي: الويل: تفجع. (والويح) (٢): ترحم. وقال غيره: الويل الحزن.

وقال الخليل: وفي معنى "ويل" و"ويح" و"ويس" و"ويه" و"ويك" و"ويت". ومنهم من فرق بينها.

وقال بعض النحاة: إنما جاز الابتداء بها وهي نكرة؛ لأن فيها معنى الدعاء. ومنهم من جوز نصبها لمعنى ألزمهم ويلًا.

قلت: لكن لم يقرأ بذلك أحد] (٣).

وعن عكرمة (٤)، عن ابن عباس ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ﴾ قال: هم أحبار اليهود. وكذا قال سعيد (٥)، عن قتادة: هم اليهود.

وقال (وكيع في "تفسيره": حدّثنا) (٦) سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن علقمة: سألت ابن عباس عن قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ﴾ قال: نزلت في المشركين وأهل الكتاب.

وقال السدي (٧): كان ناس من اليهود كتبوا كتابًا من عندهم يبيعونه من العرب، ويحدثونهم أنه من عند الله (فيأخذوا) (٨) به ثمنًا قليلًا.

وقال الزهري (٩): أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أنه قال: يا معشر المسلمين؛ كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتاب الله الذي أنزله على نبيه أحدثُ أخبار الله تقرؤونه (غضًا) (١٠) لم يشب، وقد حدثكم الله (تعالى) (١١) أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب؛ وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلًا، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؛ ولا والله ما رأينا منهم أحدًا قط سألكم عن الذي أنزل عليكم. رواه البخاري من طرق عن الزهري.

وقال الحسن بن أبي الحسن البصري (١٢): الثمن القليل: الدنيا بحذافيرها.


(١) في (ج) و (ل): "السعير".
(٢) في (ج) و (ل): "الويل" وهو سبق قلم.
(٣) ساقط من (ز) و (ض).
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٨٠٦) وسنده قوي.
(٥) أخرجه ابن جرير (١٣٩٢) وسقط ذكر سعيد بن أبي عروبة من الإسناد عنده، فليستدرك من هنا.
(٦) من (ع) وعزاه السيوطي في "الدر" (١/ ٨٢) إلى وكيع في "تفسيره".
وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (٤١٢)؛ والنسائي في "التفسير" (١١) من طريقين عن وكيع بسنده سواء وليس عندهما ذكر للمشركين. وعزاه السيوطي في "الدر" إلى ابن المنذر.
(٧) أخرجه ابن جرير (١٣٨٨)؛ وابن أبي حاتم (٨٠٧).
(٨) في (ز): "ليأخذوا".
(٩) أخرجه البخاري (٥/ ٢٩١؛ و ١٣/ ٣٣٣، ٣٣٤، ٤٩٦).
(١٠) أشار في (ع) أن في نسخة: "محضًا" وهي رواية البخاري وسائر المخرجين ما عدا ابن أبي حاتم فاختار المصنف روايته وكتبها ابن المحب في (ج) بخط دقيق فوق "غضا".
(١١) من (ز) و (ن).
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٥٦، ٨١٥)؛ وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (٤٩٧) وفي سنده هارون بن يزيد، =