للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال البخاري: وقال بعضهم: الحبوب التي تأكل كلها فوم.

وقوله تعالى: ﴿(قَالَ) (١) أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾ (فيه) (٢) تقريع لهم، وتوبيخ على ما سألوا من هذه الأطعمة الدنيئة مع ما هم فيه من العيش الرغيد، والطعام الهنيء الطيب النافع.

وقوله (تعالى) (٣): ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ هكذا هو منونٌ مصروف مكتوب بالألف في المصاحف الأئمة العثمانية، وهو قراءة الجمهور بالصرف.

قال ابن جرير (٤): ولا أستجيز القراءة بغير ذلك، لإجماع المصاحف على ذلك.

وقال ابن عباس: ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ قال: مصرًا من الأمصار. رواه ابن (٥) أبي حاتم من حديث أبي (سعد) (٦) البقال سعيد بن المرزبان، عن عكرمة، عنه؛ قال (٧): وروي عن السدي (٨)، وقتادة (٩)، والربيع (١٠) بن أنس نحو ذلك.

وقال ابن جرير (١١): وقع في قراءة أُبي بن كعب وابن مسعود "اهبطوا مصر" من غير إجراء؛ يعني: من غير صرف؛ ثم روي عن أبي العالية (١٢) والربيع بن أنس أنهما فسرا ذلك بمصر فرعون.

[وكذا رواه ابن أبي حاتم (١٣) عن (أبي العالية) (١٤)، وعن الأعمش (١٥) أيضًا.

قال ابن جرير: ويحتمل أن يكون المراد مصر فرعون] (١٦) على قراءة الإجراء أيضًا. ويكون ذلك من باب الاتباع لكتابة المصحف؛ كما في قوله (تعالى) (١٧): ﴿قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ﴾ [الإنسان: ١٥، ١٦] ثم توقف في المراد ما هو؟ أمصر فرعون، أم مصر من الأمصار؟


(١) ساقط من (ج) و (ك) و (ل).
(٢) ساقط من (ج).
(٣) من (ن).
(٤) في "تفسيره" (٢/ ١٣٦).
(٥) في "تفسيره" (٦٢٢) من طريق ابن عيينة وهذا في "تفسيره"؛ كما في "الدر المنثور" (١/ ٧١)، وعزاه السيوطي لابن جرير، ولم أجده فيه. فالله أعلم. وسنده واهٍ وأبو سعد البقال متروك.
(٦) في (ز) و (ض): "أبو سعيد" وكذلك هو في "تفسير ابن أبي حاتم"؛ وفي (ن): "أبو معبد" وكلاهما تصحيف.
(٧) يعني: ابن أبي حاتم.
(٨) أخرجه ابن جرير (١٠٨٢) وسنده حسن.
(٩) أخرجه ابن جرير (١٠٨١) وسنده صحيح، ثم أخرجه (١٠٨٣) من وجه آخر عن قتادة فيه ضعف. وعزاه السيوطي (١/ ٧٣) لعبد بن حميد.
(١٠) أخرجه ابن جرير (١٠٨٧) وسنده ضعيف.
(١١) في "تفسيره" (٢/ ١٣٥). [والقراءة شاذة].
(١٢) أخرجه ابن جرير (١٠٨٦)، وكذلك أخرج أثر الربيع برقم (١٠٨٧). [وسنده جيد].
(١٣) في "تفسيره" (٦٢٣) [وسنده جيد].
(١٤) في (ن): " … أبي العالية والربيع"، وذكر "الربيع" غلط ولم يرو ابن أبي حاتم أثر الربيع، إنما رواه ابن جرير.
(١٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٦٢٤). وعزاه السيوطي (١/ ٧٣) إلى ابن الأنباري؛ وابن أبي داود في "المصاحف" وسنده صالح، وفيه إسحاق بن الحجاج الطاحوني ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (١/ ١/ ٢١٧) وذكر أن أباه وأبا زرعة كانا عزمًا أن يخرجا إليه، وظاهر من ترجمته أنه متماسك، ولو علم أبو حاتم وأبو زرعة فيه جرحًا لصرحا به. والله أعلم.
(١٦) ساقط من (ل).
(١٧) من (ن).