للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال البخاري: قال مجاهد: الضريع: نبت يقال له: الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سُم (١).

وقال معمر، عن قتادة: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦)﴾ هو الشبرق إذا يبس سمي الضريع (٢).

وقال سعيد، عن قتادة: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦)﴾ من شر الطعام وأبشعه وأخبثه (٣).

وقوله تعالى: ﴿لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)﴾ يعني: لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور.

﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (١٠) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (١١) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (١٢) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦)﴾.

لما ذكر حال الأشقياء ثنى بذكر السعداء فقال: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ﴾ أي: يوم القيامة ﴿نَاعِمَةٌ﴾ أي: يعرف النعيم فيها وإنما حصل لها ذلك بسعيها.

وقال سفيان: ﴿لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (٩)﴾ قد رضيت عملها (٤).

وقوله تعالى: ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (١٠)﴾ أي: رفيعة بهية في الغرفات آمنون

﴿لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (١١)﴾ أي: لا تسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو كما قال تعالى: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا﴾ [مريم: ٦٢] وقال تعالى: ﴿لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ [الطور: ٢٣] وقال تعالى: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦)[الواقعة].

﴿فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (١٢)﴾ أي: سارحة. وهذه نكرة في سياق الإثبات، وليس المراد بها عينًا واحدة وإنما هذا جنس يعني: فيها عيون جاريات. وقال ابن أبي حاتم (٥): قُريء على الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "أنهار الجنة تفجر من تحت تلال -أو من تحت جبال- المسك".

﴿فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣)﴾ أي: عالية ناعمة كثيرة الفرش مرتفعة السمك عليها الحور العين، قالوا: فإذا أراد ولي الله أن يجلس على تلك السرر العالية تواضعت له.

﴿وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤)﴾ يعني: أواني الشرب معدة مرصدة لمن أرادها من أربابها.

﴿وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥)﴾ قال ابن عباس: النمارق الوسائد (٦)، وكذا قال عكرمة وقتادة والضحاك والسدي والثوري وغيرهم (٧).


(١) أخرجه البخاري تعليقًا عن مجاهد. (الصحيح، التفسير، سورة الغاشية).
(٢) أخرجه عبد الرزاق والطبري بسند صحيح من طريق معمر عن قتادة.
(٣) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد به.
(٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم عن سفيان.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه في تفسير سورة آل عمران آية ١٥، وسنده حسن.
(٦) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ: "المرافق".
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة.