للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عمرو بن الحارث أن أبا يونس حدثه، عن أبي هريرة، عن رسول الله أنه قال: "ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الغيث فيقولون بكوكب كذا وكذا" (١). انفرد به مسلم من هذا الوجه.

وقال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين، يقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا"، قال محمد: هو ابن إبراهيم، فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب فقال: ونحن قد سمعنا من أبي هريرة، وقد أخبرني من شهد عمر بن الخطاب وهو يستسقي، فلما استسقى التفت إلى العباس فقال: يا عباس يا عمَّ رسول الله: كم أبقى من نوء الثريا؟ فقال: العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعًا، قال: فما مضت سابعة حتى مُطروا (٢).

وهذا محمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر، لا أن ذلك النوء مؤثر بنفسه في نزول المطر، فإن هذا هو المنهي عن اعتقاده، وقد تقدم شيء من هذه الأحاديث عند قوله تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ [فاطر: ٢].

وقال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أُمية فيما أحسبه أو غيره أن رسول الله سمع رجلًا ومُطروا يقول: مُطرنا ببعض عثانين الأسد، فقال: "كذبت بل هو رزق الله" (٣).

ثم قال ابن جرير: حدثني أبو صالح الصراري، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي، حدثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أُمامة، عن النبي قال: "ما مُطر قوم من ليلة إلا أصبح قوم بها كافرين، ثم قال: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾ يقول قائل: مطرنا بنجم كذا وكذا" (٤). وفي حديث عن أبي سعيد مرفوعًا: "لو قحط الناس سبع سنين ثم أُمطروا لقالوا: مُطرنا بنوء المجدح" (٥) (٦).

وقال مجاهد: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾ قال: قولهم في الأنواء مُطرنا بنوء كذا، وبنوء كذا، يقول: قولوا هو من عند الله وهو رزقه (٧)، وهكذا قال الضحاك وغير واحد (٨).

وقال قتادة: أما الحسن فكان يقول: بئس ما أخذ قوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا


(١) أخرجه مسلم بسنده ومتنه. (المصدر السابق، الحديث الذي بعده مباشرة).
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وأخرجه الحميدي من طريق سفيان به (المسند ٢/ ٤٣٢ ح ٩٧٩) وسنده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق.
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لإرساله وتردده.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف جدًا لأن جعفر بن الزبير متروك. (التقريب ص ١٤٠)
(٥) هو اسم نجم من النجوم.
(٦) أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد مرفوعًا. (المسند ١٧/ ٩٥ ح ١١٠٤٢). وحسنه محققوه.
(٧) أخرجه آدم بن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٨) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه إبهام شيخه، ويتقوى بسابقه.