للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجزر" فقال عمر: إنها لناعمة، قال رسول الله : "آكلُها أنعمُ منها" (١) وكذا رواه الترمذي، عن عبد بن حميد، عن القعنبي، عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب، عن أبيه، عن أنس، وقال حسن (٢).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا أبو معاوية، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "إن في الجنة لطيرًا فيه سبعون ألف ريشة فيقع على صفحة الرجل من أهل الجنة فينتفض، فيخرج من كل ريشة يعني لونًا أبيض من اللبن، وألين من الزبد وأعذب من الشهد، ليس منها لون يشبه صاحبه ثم يطير" (٣) هذا حديث غريب جدًا، والوصافي وشيخه ضعيفان.

ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث، حدثني الليث، حدثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي حازم، عن عطاء، عن كعب قال: إن طائر الجنة أمثال البخت [يأكلن] (٤) من ثمرات الجنة ويشرب من أنهار الجنة، فيصطففن له، فإذا اشتهى منها شيئًا أتى حتى يقع بين يديه، فيأكل من خارجه وداخله ثم يطير لم ينقص منه شيء، صحيح إلى كعب (٥).

وقال الحسن بن عرفة: حدثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله : "إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويًا" (٦).

وقوله تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣)﴾ قرأ بعضهم بالرفع، وتقديره: ولهم فيها حور عين! وقراءة الجر (٧) تحتمل معنيين: أحدهما: أن يكون الإعراب على الإتباع بما قبله كقوله تعالى: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢)﴾ كما قال تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: ٦] وكما قال تعالى: ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ [الإنسان: ٢١].

والاحتمال الثاني أن يكون مما يطوف به الولدان المخلدون عليهم الحور العين، ولكن يكون ذلك في القصور لا بين بعضهم بعضًا، بل في الخيام يطوف عليهم الخدام بالحور العين، والله أعلم.


(١) أخرجه الإمام أحمد من طريق عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب به بلفظ: "أَكلتُها أنعمُ منها يا عمر". (المسند ٢١/ ٣٠ ح ١٣٣٠٦) وصحح سنده محققوه.
(٢) أخرجه الترمذي بسنده ومتنه (سنن الترمذي، صفة الجنة، باب ما جاء في صفة طير أهل الجنة ح ٢٥٤٢) وقال الألباني: حسن صحيح. (صحيح سنن الترمذي ح ٢٠٦٣).
(٣) سنده ضعيف لضعف عطية والوصافي.
(٤) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل بياض مقدار كلمة ثم لفظ: "ما خلق".
(٥) صححه الحافظ ابن كثير، وكعب مشهور برواية الإسرائيليات.
(٦) في سنده خلف بن خليفة صدوق اختلط في الآخر. (التقريب ص ١٩٤) وحميد الأعرج يقع في حديثه من الإنكار من جهة من يروي عنه. (تهذيب التهذيب ٢/ ٤٧) ويشهد له قوله تعالى: ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ [الزخرف: ٧١].
(٧) القراءة بالرفع والجر متواترتان.