للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن أبي العالية (١)، فالله أعلم.

وهكذا رواه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن رافع بن خديج، عن النبي مثله (٢) سواء، وروي مرسلًا أيضًا فالله أعلم، وكذا رواه أبو داود، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: "كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر، إلا ختم له بهن كما يختم بالخاتم: سبحانك اللَّهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" (٣). وأخرجه الحاكم من حديث أم المؤمنين عائشة وصححه، ومن رواية جبير بن مطعم (٤)، ورواه أبو بكر الإسماعيلي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كلهم عن النبي ، وقد أفردت لذلك جزءًا على حدة بذكر طرقه وألفاظه وعلله، وما يتعلق به ولله الحمد والمنة.

وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ﴾ أي: اذكره واعبده بالتلاوة والصلاة في الليل كما قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)[الإسراء].

وقوله تعالى: ﴿وَإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾ قد تقدم في حديث ابن عباس، أنهما الركعتان اللتان قبيل صلاة الفجر (٥)، فإنهما مشروعتان عند إدبار النجوم؛ أي: عند جنوحها للغيبوبة.

وقد روى ابن سيلان، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تدعوها وإن طردتكم الخيل"؛ يعني: ركعتي الفجر، رواه أبو داود (٦). ومن هذا الحديث حكي عن بعض أصحاب أحمد القول بوجوبهما، وهو ضعيف لحديث: "خمس صلوات في اليوم والليلة" قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: "لا إلا أن تطوع" (٧).

وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة قالت: لم يكن رسول الله على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر. وفي لفظ لمسلم: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" (٨).

آخر تفسير سورة الطور [والله أعلم] (٩).


(١) السنن الكبرى، عمل اليوم والليلة (ح ١٠٤٦١).
(٢) المصدر السابق (ح ١٠٢٦٣) والمستدرك ١/ ٥٣٧، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(٣) سنن أبي داود، الأدب، باب في كفارة المجلس (ح ٤٨٥٧) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (ح ٤٠٦٦) دون قوله: ثلاث مرات.
(٤) (المستدرك ١/ ٥٣٧) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(٥) تقدم تخريجه في تفسير سورة ق آية ٤٠.
(٦) السنن، الصلاة، باب في تخفيفهما (ح ١٢٥٨)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (ح ٢٧٢). وضعفه الحافظ ابن كثير.
(٧) أخرجه الشيخان من حديث طلحة بن عبيد الله (صحيح البخاري، الإيمان، باب الزكاة من الإسلام ح ٤٦ وصحيح مسلم، الإيمان، باب الصلوات التي هي أحد أركان ح ٢٣٣).
(٨) صحيح البخاري، التهجد، باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما تطوعًا (ح ١١٦٩) وصحيح مسلم، صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي الفجر (ح ٧٢٤).
(٩) زيادة من (حم).