للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ضحوا بأشمط عنوان السجود به … يقطع الليل تسبيحًا وقرآنا (١)

وقال الإمام أحمد: كتب إليّ الربيع بن نافع، حدثنا الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة، عن تميم الداري قال: قال رسول الله : "من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة" (٢). وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن إبراهيم بن يعقوب، عن عبد الله بن يوسف والربيع بن نافع كلاهما عن الهيثم بن حميد به (٣).

وقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ أي: هل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أندادًا ليضل عن سبيله ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ أي: إنما يعلم الفرق بين هذا وهذا من له لُبٌّ وهو العقل.

﴿قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (١٠) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (١١) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢)﴾.

يقول تعالى آمرًا عباده بالاستمرار على طاعته وتقواه ﴿قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾ أي: لمن أحسن العمل في هذه الدنيا حسنة في دنياهم وأخراهم.

وقوله: ﴿وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ﴾ قال مجاهد: فهاجروا فيها وجاهدوا واعتزلوا الأوثان.

وقال شريك: عن منصور عن عطاء في قوله : ﴿وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ﴾ قال: إذا دعيتم إلى معصية فاهربوا ثم قرأ ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ (٤) [النساء: ٩٧].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ قال الأوزاعي ليس يوزن لهم ولا يكال لهم إنما يغرف لهم غرفًا (٥).

وقال [ابن جريج] (٦): بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم قط، ولكن يزادون على ذلك (٧).

وقال السدي: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ يعني: في الجنة (٨).

وقوله: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (١١)﴾ أي: إنما أمرت بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له

﴿وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢)﴾.

قال السدي: يعني من أمته .


(١) البيت لحسان بن ثابت كما في ديوانه ص ٢٤٨.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ١٠٣) وفي سنده سليمان بن موسى صدوق في حديثه بعض لين وخولط قبل موته (التقريب ص ٢٥٥). ويتقوى بما أخرجه الدارمي بسند حسن عن ابن عمر موقوفًا. (السنن، فضائل القرآن، باب من قرأ بمائة آية ٢/ ٤٦٤).
(٣) السنن الكبرى رقم ١٠٥٥٣.
(٤) سنده حسن.
(٥) أخرجه الطبري بسند صحيح عن قتادة بنحوه.
(٦) كذا في (حم) و (مح) والدر المنثور، وفي الأصل صحف إلى: "ابن جرير".
(٧) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر عن ابن جريج.
(٨) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي.