للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(قلت): نظيره في الدنيا هذه التخوت تحت البشاخين، والله أعلم.

﴿لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ﴾ أي: من جميع أنواعها ﴿وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ﴾ أي: مهما طلبوا وجدوا من جميع أصناف الملاذ.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، حدثنا محمد بن مهاجر، عن الضحاك المعافري، عن سليمان بن موسى، حدثني كريب أنه سمع أُسامة بن زيد يقول: قال رسول الله : "ألا هل مشمر إلى الجنة؟ فإن الجنة لا خطر (١) لها، هي وربِّ الكعبة نور كلها يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد ونهر مطرد (٢)، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سلامة، وفاكهة خضرة وحبرة (٣) ونعمة في محلة عالية بهية" قالوا: نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها، قال : "قولوا: إن شاء الله" فقال القوم: إن شاء الله (٤)، وكذا رواه ابن ماجه في كتاب الزهد من سننه من حديث الوليد بن مسلم، عن محمد بن مهاجر به (٥).

وقوله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)﴾ قال ابن جريج: قال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)﴾ فإن الله تعالى نفسه سلام على أهل الجنة (٦)، وهذا الذي قاله ابن عباس ، كقوله تعالى: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾ [الأحزاب: ٤٤].

وقد روى ابن أبي حاتم ههنا حديثًا، وفي إسناده نظر، فإنه قال: حدثنا موسى بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا أبو عاصم العباداني، حدثنا الفضل الرقاشي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : "بينا أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب تعالى قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، فذلك قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)﴾ قال: فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم" (٧). ورواه ابن ماجه في كتاب السنة من سننه عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب به (٨).

وقال ابن جرير: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، حدثنا حرملة، عن سليمان بن حميد قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عن عمر بن عبد العزيز قال: إذا فرغ الله تعالى من أهل الجنة والنار، أقبل في ظلل من الغمام والملائكة، قال: فيُسلِّم على أهل الجنة، فيردُّون عليه السلام.

قال القرظي: وهذا في كتاب الله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)﴾ فيقول: سلوني،


(١) وهو النهر الجاري.
(٢) أي: سعة العيش.
(٣) سنده ضعيف لأن سليمان بن موسى فيه لين.
(٤) سنن ابن ماجه، الزهد، باب صفة الجنة (ح ٤٣٣٢) وسنده كسابقه.
(٥) سنده ضعيف لأن ابن جريج لم يلق ابن عباس .
(٦) سنده ضعيف لأن الفضل الرقاشي منكر الحديث.
(٧) سنن ابن ماجه، السنة، باب فيما أنكرت الجهمية (ح ١٨٤) وسنده كسابقه.
(٨) لا خطر لها: أي لا عِوض لها ولا مِثلَ.