للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تروح على آل المحلق جفنة … كجابية الشيخ العراقي تَفَهقُ (١) (٢)

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس ﴿كَالْجَوَابِ﴾ أي: كالجوبة من الأرض (٣).

وقال العوفي عنه كالحياض، وكذا قال مجاهد والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم (٤). والقدور الراسيات؛ أي: الثابتات في أماكنها لا تتحرك ولا تتحول عن أماكنها لعظمها، كذا قال مجاهد والضحاك وغيرهما (٥).

وقال عكرمة: أثافيها منها (٦).

وقوله تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ أي: وقلنا لهم: اعملوا شكرًا على ما أنعم به عليكم في الدين والدنيا، وشكرًا مصدر من غير الفعل، أو أنه مفعول له، وعلى التقديرين فيه دلالة على أن الشكر يكون بالفعل كما يكون بالقول والنية، كما قال:

أفادتكم النعماء منِّي ثلاثةً … يدي ولساني والضمير المحجبا

قال أبو عبد الرحمن الحُبلِّي: الصلاة شكر والصيام شكر، وكل خير تعمله لله ﷿ شكر، وأفضل الشكر الحمد (٧)، رواه ابن جرير، وروى هو وابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب القرظي قال: الشكر تقوى الله تعالى والعمل الصالح (٨)، وهذا لمن هو متلبس بالفعل، وقد كان آل داود كذلك قائمين بشكر الله تعالى قولًا وعملًا.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن أبي بكر، حدثنا جعفر؛ يعني: ابن سليمان، عن ثابت البناني، قال: كان داود قد جزأ على أهله وولده ونسائه الصلاة، فكان لا تأتي عليهم ساعة من الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي، فغمرتهم هذه الآية ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (٩).

وفي الصحيحين عن رسول الله أنه قال: "إن أحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وأحبُّ الصيام إلى الله تعالى صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى" (١٠).

وقد روى أبو عبد الله ابن ماجه من حديث سُنيد بن داود: حدثنا يوسف بن محمد بن


(١) الفهق: أي: الامتلاء والاتساع.
(٢) استشهد به الطبري.
(٣) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي به.
(٤) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وأخرجه أيضًا بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. وأخرجه أيضًا هو والبُستي بسند صحيح من طريق أبي رجاء عن الحسن.
(٥) أخرجه آدم والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وأخرجه البستي بسند حسن من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك.
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن أبي حاتم وابن المنذر والطبري عن ابن عباس ولم أجده في تفسير الطبري.
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق زهرة بن معبد عن أبي عبد الرحمن.
(٨) أخرجه الطبري بسند فيه ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي. ضعيف.
(٩) أخرجه ابن أبي شيبة من طريق جعفر بن سليمان به (المصنف ٧/ ٤٦٤) وسنده مرسل.
(١٠) أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (صحيح البخاري، التهجد، باب من نام عند السحر ح ١١٣١، وصحيح مسلم، الصيام، باب النهي عن صوم الدهر ح ١١٥٩).