للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وابن ماجة، من رواية أبي عقيل - (عبد الله بن عقيل) (١)، عن عبد الله بن يزيد، عن ربيعة بن يزيد، وعطية بن قيس، عن عطية السعدي؛ قال: قال رسول الله : "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتَّى يدع ما لا بأس به حذرًا (لما) (٢) به بأس". ثم قال الترمذي: "حسن غريب".

وقال ابن أبي حاتم (٣): حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا عبد الله بن عمران، حدّثنا إسحاق بن سليمان؛ يعني: الرازي، عن المغيرة بن مسلم، عن ميمون أبي حمزة؛ قال: كنت جالسًا عند أبي وائل، فدخل علينا رجل يقال له: أبو عفيف من أصحاب معاذ، فقال له شقيق بن سلمة: يا أبا عفيف!، ألا تحدثنا عن معاذ بن جبل؟ قال: بلى، سمعته يقول: يحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد، فينادي مناد: أين المتقون؟ فيقومون في كنف من الرحمن، لا يحتجب الله منهم ولا يستتر.

قلت: من المتقون؟ قال: قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا للّه العبادة؛ فيمرون إلى الجنة.

[ويطلق الهدى ويراد به (ما يقر في) (٤) القلب من الإيمان؛ وهذا لا يقدر على خلقه في قلوب العباد إلا الله ﷿. قال الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [القصص: ٥٦] وقال: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ﴾ [البقرة: ٢٧٢] وقال: ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ﴾ [الأعراف: ١٨٦] وقال: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ [الكهف: ١٧] إلى غير ذلك من الآيات.

ويطلق ويراد به بيان الحق، وتوضيحه والدلالة عليه، والإرشاد إليه؛ قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢]. وقال: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: ٧] وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصلت: ١٧] وقال: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (١٠)[البلد] على تفسير من قال: المراد بهما الخير والشر؛ وهو الأرجح. واللّه أعلم.

وأصل التقوى التوقي مما يكره؛ لأن أصلها: "وقى" من الوقاية؛ قال النابغة (٥)] (٦):

[سقط النصيف ولم ترد إساقطه … فتناولته واتقتنا باليد

وقال (آخر) (٧)] (٨):


= قالا، وعبد الله بن يزيد ترجمه ابن عدي (٤/ ١٥٥١) وقال: "سمعت ابن حماد؛ يعني: الدولابي، يقول: عبد الله بن يزيد الذي يروى عنه أبو عقيل الثقفي أحاديثه منكرة. قاله السعدي. وهذا الذي حكاه عن السعدي، لا أقف على معرفة ذلك". اهـ.
والحديث رواه الدولابي في "الكنى" (٢/ ٣٤) وسقط بعض رجال السند، وليس عنده ما ذكره عنه ابن عدي. فالله أعلم، والكتاب كثير السقط والتحريف. فالحاصل أن السند ضعيف، لضعف عبد الله.
(١) ساقط من (ج) ووقع في (هـ): "أبي عقيل عن عبد الله بن عقيل" وزيادة (عن) خطأ.
(٢) في (ز) و (ن): "مما".
(٣) في "تفسيره" (٦١) وسنده ضعيف، وميمون الأعور ضعيف، وأبو عفيف لم أعرفه، وما وجدت له ترجمةً. والله أعلم.
(٤) كذا في (ن) و (هـ) و (ي) ووقع في (ج) و (ك): "ما ينزل". وفي (ل) بياض.
(٥) وهو في "ديوانه" (ص ٣٤)، وانظر "تفسير القرطبي" (١/ ١٦١).
(٦) ساقط من (ز).
(٧) في (ن) و (هـ): "الآخر".
(٨) ساقط من (ز).