للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروى ابن أبي حاتم، وابن جرير (١)، من حديث ابن عُلية، عن خالد الحذاء، عن عكرمة - أنه قال: ﴿الم (١)﴾ قسمٌ.

ورَويا (٢) أيضًا من حديث شريك بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس: ﴿الم (١)﴾ قال: أنا الله أعلم. وكذا قال سعيد بن جبير (٣).

وقال السدي (٤)، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس؛ وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود؛ وعن ناس من أصحاب النَّبِيِّ ﴿الم (١)﴾ قال: أما ﴿الم (١)﴾ فهي حروف استفتحت من حروف هجاء (اسم) (٥) الله تعالى.

وقال أبو جعفر (٦) الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية - في قوله تعالى: ﴿الم (١)﴾ - قال: هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفًا: دارت فيها الألسن كلها ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه، وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم.

قال عيسى بن مريم ، وعجب؛ فقال: وأعجب أنهم ينطقون بأسمائه، ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون به؟ فالألف مفتاح (اسمه) (٧) "الله"، واللام مفتاح اسمه لطيف، والميم مفتاح اسمه مجيد، فالألف آلاء الله، واللام لطف الله، والميم مجد الله، والألف سنة، واللام (ثلاثون) (٨)


= في "الإتقان" (٤/ ٢٠٧): "وقال قوم: لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير، قال ابن حجر: بعد أن عرفت الواسطة، وهو ثقة، فلا ضير من ذلك". اهـ. وقد علقها البخاري بصيغة الجزم عن ابن عباس، ولم يمرض الصيغة إلا في موضعين (٨/ ٢٤٥، ٥٦٣) ومرضها أيضًا في موضعين آخرين (٨/ ٦٨٥، ٧١١) من طريق آخر عن ابن عباس، وفي النفس غصة من تجويد هذا الإسناد، ولم أقف على قائل هذا القول: أن الواسطة بين ابن أبي طلحة وابن عباس هو مجاهد أو سعيد بن جبير، ولا على دليله على ذلك، ولقد مررت على كثير من كتب الحديث فلم أر لعلي بن أبي طلحة عن مجاهد إلا الحرف بعد الحرف، ولو سلمنا أنه روى عن مجاهد هذه الصحيفة، وهي طويلة، فما المصلحة من إسقاطه، وجعل السند منقطعًا؛ والذي يترجح عندي هو ضعف هذا الإسناد واللّه أعلم. [يمكن الوقوف على ذكر الواسطة بأنه مجاهد في مقدمة التفسير الصحيح فقد صرّح النسائي في تفسيره وابن زنجويه في الأموال].
(١) في "تفسيره" (٥٢) قال: حَدَّثَنَا أبو سعيد الأشج. وابن جرير (٢٣٧) قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم كلاهما قال: ثنا ابن علية بسنده سواء. وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٣)؛ وابن جرير (٢٣٨)؛ والنحاس في "القطع والائتناف" (ص ١٩١)؛ والبيهقي في "الصفات" (١/ ١٦٤) وسنده ضعيف، لضعف شريك النخعي، واختلاط عطاء بن السائب.
وعزاه السيوطي في "الدر" (١/ ٢٢) لوكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن جرير (٢٣٩) وسنده ضعيف كسابقه.
(٤) أخرجه ابن جرير (٢٤٠)؛ والبيهقي في "الأسماء والصفات" (١/ ١٦٥) وسنده حسن.
(٥) في (ز) و (ن): "أسماء". [وسنده ضعيف لأن السدي خلط بين الأسانيد].
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٩). وهو عند ابن جرير (٢٤٣، ٢٤٤) من وجهين آخرين عن أبي جعفر الرازي لكنه جعله من قول الربيع بن أنس حسب. [وسنده جيد].
(٧) كذا في (ج) و (ع) و (ل) و (هـ) و (ي) ووقع في (ز) و (ك) و (ن): "اسم".
(٨) ساقط من (ج).