للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ميسرة، حدثنا أبو زهير، حدثنا سعد بن طريف، عن الأصبغ، عن علي في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾ قال: كل شيء يعبد من دون الله في النار إلا الشمس والقمر وعيسى ابن مريم. إسناده ضعيف (١).

وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ قال: عيسى وعزير والملائكة (٢). وقال الضحاك: عيسى ومريم والملائكة والشمس والقمر، وكذا روي عن سعيد بن جبير وأبي صالح وغير واحد (٣).

وقد روى ابن أبي حاتم في ذلك حديثًا غريبًا جدًا، فقال: حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي، حدثنا سعيد بن مسلمة بن عبد الملك، حدثنا الليث بن أبي سُليم عن مغيث، عن أبي هريرة، عن النبي في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)﴾ قال: عيسى وعزير والملائكة (٤).

وذكر بعضهم قصة ابن الزبعري ومناظرة المشركين، قال أبو بكر بن مردويه: حدثنا محمد بن علي بن سهل، حدثنا محمد بن حسن الأنماطي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدثنا يزيد بن أبي حكيم، حدثنا الحكم - يعني: ابن أبان -، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء عبد الله بن الزبعري إلى النبي فقال: تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨)﴾ فقال ابن الزبعري: قد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى ابن مريم كل هؤلاء في النار مع آلهتنا؟ فنزلت ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨)[الزخرف] ثم نزلت ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)(٥). رواه الحافظ أبو عبد الله في كتابه الأحاديث المختارة.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان - يعني: الثوري -، عن الأعمش، عن أصحابه، عن ابن عباس قال: لما نزلت: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨)﴾ قال المشركون: فالملائكة وعزير وعيسى يعبدون من دون الله، فنزلت ﴿لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا﴾ الآلهة التي يعبدون ﴿وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (٦).


(١) بل ضعيف جدًا؛ لأن سعد بن طريف متروك (التقريب ص ٢٣١).
(٢) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح به.
(٣) قول سعيد بن جبير أخرجه الطبري بسند حسن من طريق جعفر بن أبي المغيرة، وقول أبي صالح أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه إسماعيل بن سيف، وهو ضعيف، ويتقوى بسابقيه.
(٤) سنده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة بن عبد الملك (التقريب ص ٢٤١).
(٥) أخرجه ابن مردويه بسنده ومتنه كما نقله الحافظ ابن حجر وحسنه (موافقة الخُبر الخَبر ٢/ ١٧٢)، وأخرجه الحاكم من طريق الحسين بن واقد النحوي عن عكرمة به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٨٤، ٣٨٥).
(٦) سنده ضعيف لجهالة أصحاب الأعمش، ويتقوى بسابقه ولاحقه.