للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال [الثوري] (١)، عن الأعمش، عن شيخ، عن علي بن أبي طالب ﴿قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩)﴾ قال: بردت عليه حتى كادت تقتله، حتى قيل: "وسلامًا" قال: لا تضريه (٢).

وقال ابن عباس وأبو العالية: لولا أن الله ﷿ قال: ﴿وَسَلَامًا﴾ لَاذى إبراهيم بردها (٣).

وقال جويبر، عن الضحاك: ﴿كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾، قالوا: صنعوا له حظيرة من حطب جزل، وأشعلوا فيه النار من كل جانب، فأصبح ولم يصبه منها شيء حتى أخمدها الله، قال: ويذكرون أن جبريل كان معه يمسح وجهه من العرق، فلم يصبه منها شيء غير ذلك (٤).

وقال السدي: كان معه فيها ملك [الظل] (٥) (٦).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا مهران، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن المنهال بن عمرو قال: أُخبرت أن إبراهيم ألقي في النار، فقال: كان فيها إما خمسين وإما أربعين، قال: ما كنت أيامًا وليالي قط أطيب عيشًا إذ كنت فيها وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها (٧).

وقال أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: إن أحسن شيء قال أبو إبراهيم لما رفع عنه الطبق وهو في النار: وجده يرشح جبينه، قال عند ذلك: نعم الرب ربك يا إبراهيم (٨).

وقال قتادة: لم يأت يومئذٍ دابة إلا أطفأت عنه النار، إلا الوزغ (٩).

وقال الزهري: أمر النبي بقتله، وسماه فويسقًا (١٠).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب، حدثني عمي، حدثنا جرير بن حازم أن نافعًا حدثه قال: حدثتني مولاة الفاكه بن المغيرة المخزومي قالت: دخلت على عائشة، فرأيت في بيتها رمحًا، فقلت: يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا الرمح؟ فقالت: نقتل به هذه الأوزاغ، إن رسول الله قال: "إن إبراهيم حين ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفئ النار غير الوزغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم" فأمرنا رسول الله بقتله (١١).

وقوله: ﴿وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (٧٠)﴾ أي: المغلوبين الأسفلين؛ لأنهم أرادوا بنبي الله كيدًا، فكادهم الله ونجاه من النار، فغلبوا هنالك.


(١) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: "الهروي".
(٢) أخرجه الثوري، ومن طريق أخرجه الطبري به، وسنده ضعيف لجهالة الراوي عن علي ، ومعناه صحيح.
(٣) أخرجه الطبري بسند جيد من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية.
(٤) سنده ضعيف لضعف جويبر.
(٥) زيادة من (ح) و (حم).
(٦) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي، والخبر من الإسرائيليات.
(٧) الخبر من الإسرائيليات.
(٨) الخبر من الإسرائيليات.
(٩) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة، وهو مرسل.
(١٠) سنده مرسل ويتقوى بالحديث الآتي لكن بدون سماه: "فويسقًا".
(١١) أخرجه ابن ماجه (السنن، الصيد، باب قتل الوزغ ح ٣٢٣١)، وابن حبان (الإحسان ١٢/ ٤٤٧ ح ٥٦٣١) كلاهما من طريق سائبة مولاة الفاكه به، قال البوصيري: إسناد حديث عائشة صحيح ورجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٢٦١٦).