للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من غير أن تنسى منه شيئًا ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩)[القيامة]، وقال في هذه الآية: ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ أي: بل أنصت، فإذا فرغ الملك من قراءته عليك فاقرأه بعده ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ أي: زدني منك علمًا.

قال ابن عيينة : ولم يزل في زيادة حتى توفاه الله ﷿.

ولهذا جاء في الحديث: "إن الله تابع الوحي على رسوله، حتى كان الوحي أكثر ما كان يوم توفي رسول الله " (١).

وقال ابن ماجه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله يقول: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا، والحمد لله على كل حال" (٢). وأخرجه الترمذي، عن أبي كريب، عن عبد الله بن نمير، به. وقال: غريب من هذا الوجه (٣). ورواه البزار، عن عمرو بن علي الفلاس، عن أبي عاصم، عن موسى بن عبيدة، به. وزاد في آخره: "وأعوذ بالله من حال أهل النار".

﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (١١٥) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (١١٦) فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (١١٧) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (١١٨) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (١١٩) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (١٢٠) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (١٢١) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (١٢٢)﴾.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما سُمي الإنسان لأنه عهد إليه فنسي (٤)، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عنه (٥). وقال مجاهد والحسن: ترك (٦). وقوله: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ﴾ يذكر تعالى تشريف آدم، وتكريمه وما فضله به على كثير ممن خلق تفضيلًا، وقد تقدم الكلام على هذه القصة في سورة البقرة (٧)، وفي الأعراف (٨)، وفي الحجر (٩)، والكهف (١٠)، وسيأتي في


(١) أخرجه الشيخان من حديث أنس بن مالك ، (صحيح البخاري، فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي .. ح ٤٩٨٢)، وصحيح مسلم، التفسير (ح ٣٠١٦).
(٢) أخرجه ابن ماجه بسنده ومتنه (السنن، المقدمة، باب اتباع الرسول ح ٢٥١) وفي سنده موسى بن عبيدة وهو الربذي ضعيف، ولشطر الأول شواهد، ولهذا صححه الألباني دون قوله: "والحمد لله على كل حال" (صحيح سنن ابن ماجه ح ٢٠٣).
(٣) أخرجه الترمذي من طريق موسى بن عبيدة به، ثم قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه (السنن، الدعوات، باب في العفو والعافية ح ٣٥٩٩).
(٤) سنده صحيح.
(٥) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ: "فترك".
(٦) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٧) الآيات ٣٠ - ٣٨.
(٨) الآيات ١١ - ٢٤.
(٩) الآيات ٢٨ - ٤٠.
(١٠) آية ٥٠.