للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حديث ابن مسعود:

قال الإمام أحمد: حدثنا عارم بن الفضل، حدثنا سعيد بن الفضل، حدثنا سعيد بن زيد، حدثنا علي بن الحكم البناني، عن عثمان، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي فقالا: إن أُمَّنا تكرم الزوج وتعطف على الولد، قال: وذكر الضيف غير أنها كانت وأدت في الجاهلية، فقال: "أمكما في النار" قال: فأدبروا والسوء يرى في وجوههما، فأمر بهما فردا فرجعا والسرور يرى في وجوههما رجاء أن يكون قد حدث شيء، فقال: "أُمي مع أُمكما" فقال رجل من المنافقين: وما يغني هذا عن أمه شيئًا ونحن نطأ عقبيه. فقال رجل من الأنصار: - ولم أر رجلًا قط أكثر سؤالًا منه - يا رسول الله: هل وعدك ربك فيها أو فيهما؟ قال: فظن أنه من شيء قد سمعه، فقال: "ما سألته ربي وما أطمعني فيه، وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة" فقال الأنصاري: يا رسول الله وما ذاك المقام المحمود؟ قال: ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلًا، فيكون أول من يكسى إبراهيم ، فيقول: "اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما، ثم يقعده مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه مقامًا لا يقومه أحد، فيغبطني فيه الأولون والآخرون" قال: ويفتح لهم من الكوثر إلى الحوض، فقال المنافق: إنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض (١)، فقال رسول الله : "حاله المسك، ورضراضه اللؤلؤ" فقال المنافق: لم أسمع كاليوم، فإنه قلما جرى ماء على حال أو رضراض إلا كان له نبت؟ فقال الأنصاري، يا رسول الله هل له نبت؟ فقال: "نعم قضبان الذهب" قال المنافق لم أسمع كاليوم، فإنه قلما ينبت قضيب إلا أورق وإلا كان له ثمر، وقال الأنصاري: يا رسول الله: هل له ثمرة؟ قال: "نعم ألوان الجوهر، وماؤه أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لا يظمأ بعده، ومن حرمه لم يرو بعده" (٢).

وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الزعراء، عن عبد الله قال: ثم يأذن الله ﷿ في الشفاعة فيقوم روح القدس جبريل، ثم يقوم إبراهيم خليل الله ثم يقوم عيسى أو موسى، قال أبو الزعراء: لا أدري أيهما، قال: ثم يقوم نبيكم رابعًا فيشفع لا يشفع أحد بعده أكثر مما شفع، وهو المقام المحمود الذي قال الله ﷿: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ (٣).

حديث كعب بن مالك :

قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن [كعب] (٤) بن مالك، عن كعب بن مالك أن


(١) أي: الحصى الصغار (النهاية ٢/ ٢٢٩).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٣٩٨)، وسنده ضعيف لضعف عثمان وهو ابن عمير البجلي وأخرجه الحاكم من طريق عثمان به وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، فعثمان ضعفه الدارقطني (المستدرك ٢/ ٣٦٤، ٣٦٥) وضعفه الهيثمي أيضًا (مجمع الزوائد ١٠/ ٣٦١).
(٣) أخرجه الطيالسي بسنده ومتنه (المسند ١/ ٥١ ح ٣٨٩) وسنده ضعيف جدًا لأن يحيى بن سلمة بن كهيل متروك (التقريب ص ٥٩١).
(٤) زيادة من (ح) و (حم) والمسند.