للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ربي وقعت - أو خررت - ساجدًا لربي، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمد، قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدًّا فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة فأقول: "يا رب ما بقي إلا من حبسه القرآن"، فحدثنا أنس بن مالك أن النبي قال: "فيخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة" (١)، أخرجاه من حديث سعيد به (٢)، وهكذا رواه الإمام أحمد عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بطوله (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حرب بن ميمون أبو الخطاب الأنصاري، عن النضر بن أنس، عن أنس قال: حدثني نبي الله قال: "إني لقائم أنتظر أمتي تعبر الصراط، إذ جاءني عيسى فقال: هذه الأنبياء قد جاءتك يا محمد يسألون - أو قال: يجتمعون إليك - ويدعون الله أن يفرق بين جميع الأمم إلى حيث يشاء الله لغمّ ما هم فيه، فالخلق ملجمون بالعرق، فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة، وأما الكافر فيغشاه الموت، فقال: انتظر حتى أرجع إليك، فذهب نبي الله ، فقام تحت العرش فلقي ما لم يلق ملك مصطفى ولا نبي مرسل، فأوحى الله ﷿ إلى جبريل أن اذهب إلى محمد، وقل له ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع، فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسانًا واحدًا، فما زلت أتردد إلى ربي ﷿، فلا أقوم منه مقامًا إلا شفعت حتى أعطاني الله ﷿، من ذلك أن قال: يا محمد أدخل من أُمتك من خلق الله ﷿ من شهد أن لا إله إلا الله يومًا واحدًا مخلصًا ومات على ذلك" (٤).

حديث بريدة :

قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا الأسود بن عامر، أخبرنا أبو إسرائيل، عن الحارث بن حصيرة، عن ابن بريدة، عن أبيه أنه دخل على معاوية، فإذا رجل يتكلم، فقال بريدة: يا معاوية تأذن لي في الكلام؟ فقال: نعم، وهو يرى أنه يتكلم بمثل ما قال الآخر، فقال بريدة: سمعت رسول الله يقول: "إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومَدَرَة (٥) "، قال: "فترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها علي " (٦).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ١١٦) وسنده صحيح.
(٢) صحيح البخاري، التفسير، سورة البقرة (ح ٤٤٧٦)، وصحيح مسلم، الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة (ح ١٩٣).
(٣) المسند ٣/ ٢٤٧.
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وقال محققوه: ورجاله رجال الصحيح، وفي متن هذا الحديث غرابة (المسند ٢٠/ ٢٠٩ ح ١٢٨٢٤).
(٥) مَدَرَة: واحدة المدر، وهو قِطع الطين اليابس.
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٧/ ٢٩ ح ٢٢٩٤٣) وضعف سنده محققوه لضعف إسرائيل وهو إسماعيل بن خليفة العبسي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (ح ٢٠٩٤).