للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم قال بعد تمامه: هذا إسناد صحيح، وروى ذلك مفرقًا من أحاديث غيره ونحن نذكر من ذلك إن شاء الله ما حضرنا ثم ساق أحاديث كثيرة في الإسراء كالشاهد لهذا الحديث.

وقد روى هذا الحديث عن شداد بن أوس بطوله الإمام أبو عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه، عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي به، ولا شك أن هذا الحديث أعني الحديث المروي عن شداد بن أوس مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم. وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس، وغير ذلك، والله أعلم.

رواية عبد الله بن عباس :

قال الإمام أحمد: حدثنا عثمان بن محمد، حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه قال: حدثنا ابن عباس قال: ليلة أسري برسول الله ، دخل الجنة فسمع في جانبها وخشًا فقال: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا بلال المؤذن، فقال النبي حين جاء إلى الناس: "قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا" قال: فلقيه موسى ، فرحب به قال: مرحبًا بالنبي الأُمي، قال: وهو رجل آدم طويل، سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى، قال فمضى فلقيه عيسى فرحب به وقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عيسى قال: فمضى فلقيه شيخ جليل متهيب فرحب به وسلم عليه، وكلهم يسلم عليه، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم -قال-: ونظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف، قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ورأى رجلًا أحمر أزرق جدًا قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عاقر الناقة -قال-: فلما أتى رسول الله المسجد الأقصى، قام يصلي فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقدحين أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح: أصبت الفطرة (١)، إسناد صحيح، ولم يخرجوه.

(طريق أخرى): قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ثابت أبو زيد، حدثنا هلال، حدثني عكرمة، عن ابن عباس قال: أُسري برسول الله إلى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيرة وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم، فقال الناس: نحن لا نصدق محمدًا بما يقول، فارتدُّوا كفارًا فضرب الله رقابهم مع أبي جهل، وقال أبو جهل: يخوفنا محمد بشجرة الزقوم، هاتوا تمرًا وزبدًا فتزقموا (٢)، ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس برؤيا منام وعيسى وموسى وإبراهيم، وسئل النبي عن الدجال فقال: "رأيته فيلمانيًا (٣) أقمر (٤) هجانًا (٥)، إحدى عينيه قائمة كأنها


= لحم، وهذا الحديث ذكره الهيثمي وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير … وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي (مجمع الزوائد ١/ ٧٨، ٧٩). وقال الحافظ ابن حجر: صدوق كثيرًا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب (التقريب ص ٩٩) وغالبًا ما تكون هذه الغرائب من أوهامه.
(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٢٥٧) وسنده حسن، وصحح سنده الحافظ ابن كثير، والحافظ السيوطي (الخصائص الكبرى ١/ ١٥٩).
(٢) أي: كلوا.
(٣) أي: عظيم الجثة.
(٤) أي: شديد البياض.
(٥) أي: الأبيض.