للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فرجعت إلى موسى، قلت: وضع شطرها، فقال: ارجع إلى ربك، فإن أُمتك لا تطيق ذلك، فرجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه فقال: ارجع إلى ربك فإن أُمتك لا تطيق ذلك، فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى فقال: ارجع إلى ربك، قلت: قد استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أُدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها من المسك". وهذا لفظ البخاري في كتاب الصلاة (١)، ورواه في ذكر بني إسرائيل وفي الحج وفي أحاديث الأنبياء من طرق أخرى عن يونس به، ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان منه عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس به نحوه (٢).

وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذرٍّ: لو رأيت رسول الله لسألته، قال: وما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله: هل رأى ربه؟ فقال: إني قد سألته، فقال: "قد رأيته نورًا أنّى أراه" هكذا قد وقع في رواية الإمام أحمد (٣)، وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي ذرٍّ قال: سألت رسول الله هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنى أراه" (٤). وعن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام: حدثنا أبي عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذرٍّ: لو رأيت رسول الله لسألته، فقال: عن أي شيء كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذرٍّ: قد سألت فقال: "رأيت نورًا" (٥).

رواية أنس عن أُبي بن كعب الأنصاري :

قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد المُسيّبي، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا يونس بن يزيد قال: قال ابن شهاب: قال أنس بن مالك: كان أُبيّ بن كعب يحدث أن رسول الله قال: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانًا، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء السماء الدنيا، فافتتح فقال: من هذا؟ قال: جبريل قال: هل معك أحد قال: نعم، معي محمد قال أرسل إليه؟ قال: نعم فافتتح. فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة، وعن يساره أسودة، فإذا نظر قبل يمينه تبسم، وإذا نظر قبل يساره بكى، فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح، قال: قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل يمينه هم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله هم أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى -قال-: ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح، فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح له" قال أنس: فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى


(١) الصحيح، الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء (ح ٣٤٩).
(٢) صحيح مسلم، الإيمان، باب الإسراء برسول الله (ح ١٦٣).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٥/ ١٤٨) وسنده صحيح.
(٤) أخرجه مسلم بسنده ومتنه (الصحيح، الإيمان، باب قوله : "نور أنى أراه … " ح ١٧٨/ ٢٩١).
(٥) أخرجه مسلم بسنده ومتنه (المصدر السابق ح ١٧٨/ ٢٩٢).