للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أُمرت قال: أمرتُ بخمس صلوات كل يوم قال: إن أُمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأُمتك، قال: قلت: قد سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم، فنفذت فنادى منادٍ: قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي" (١) وأخرجاه في الصحيحين من حديث قتادة بنحوه (٢).

رواية أنس عن أبي ذرٍّ:

قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذرٍّ يحدث أن رسول الله قال: "فُرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانًا، فأفرغه في صدري، ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلما جئت إلى السماء قال جبريل لخازن السماء: افتح قال: من هذا؟ قال: جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد ، فقال: أُرسل إليه؟ قال: نعم، فلما فتح علونا السماء الدنيا، فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح قال: قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر عن شماله بكى، ثم عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح، فقال له خازنها مثل ما قاله الأول، ففتح" قال أنس: فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم، ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السادسة، قال أنس: فلما مر جبريل والنبي بإدريس، قال: مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقلت: من هذا؟ قال: إدريس، ثم مررت بموسى فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى، فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى، ثم مررت بإبراهيم فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم.

قال الزهري: فأخبرني ابن حزم (٣) أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان: قال النبي : "ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام".

قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال رسول الله : "ففرض الله على أُمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى ، فقال: ما فرض الله على أُمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال موسى: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجعت فوضع شطرها،


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده وطوله وصحح سنده محققوه (المسند ٢٩/ ٣٧٤، ٣٧٩ ح ١٧٨٣٥).
(٢) صحيح البخاري، بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (ح ٣٢٠٧)، وصحيح مسلم، الإيمان، باب الإسراء برسول الله (ح ١٦٤).
(٣) قال الحافظ ابن حجر: هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وروايته عن أبي حبة منقطعة (فتح الباري ١/ ٤٦٢) ولا يضر ذلك لأنه رواه أيضًا عن ابن عباس مقرونًا بأبي حبة.