للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإبل منا واستدارت وفيها بعير عليه غرارتان غرارة سوداء وغرارة بيضاء فصرع فانكسر، فلما قدمت العير سألوهم فأخبروهم الخبر على مثل ما حدثهم رسول الله ، ومن ذلك سمي أبو بكر الصديق وسألوه وقالوا: هل كان فيمن حضر معك موسى وعيسى؟ قال: نعم، قالوا: فصفهم لنا قال: "أما موسى فرجل آدم كأنه من رجال أزد عمان، وأما عيسى فرجل ربعة سبط تعلوه حمرة كأنما يتحادر من شعره الجمان (١) " (٢) هذا سياق فيه غرائب عجيبة.

رواية أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة:

قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا همام قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدثه أن نبي الله حدثهم عن ليلة أسري به قال: "بينما أنا في الحطيم -وربما قال قتادة في الحجر- مضطجعًا إذ أتاني آتٍ، فجعل يقول لصاحبه الأوسط بين الثلاثة، قال: فأتاني فقدّ -سمعت قتادة يقول: فشق- ما بين هذه إلى هذه" وقال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته، وقد سمعته يقول: من قصته إلى شعرته قال: "فاستخرج قلبي، قال: فأتيت بطست من ذهب مملوء إيمانًا وحكمة فغسل قلبي ثم حشي ثم أُعيد ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض" -قال: فقال الجارود (٣): هو البراق يا أبا حمزة؟ قال: نعم يقع خطوه عند أقصى طرفه- قال: "فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى بي إلى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوَقد أرسل إليه؟ قال: نعم فقيل: مرحبًا به ولنعم المجيء عليه -قال-: فتح لنا فلما خلصت فإذا فيها آدم ، قال: هذا أبوك آدم فسلِّم عليه، فسلمت عليه فردَّ السلام ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح فقيل: من هذا؟ فقال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء قال: ففتح لنا، فلما خلصت فإذا عيسى ويحيى وهما ابنا الخالة، قال: هذان يحيى وعيسى فسلِّم عليهما، قال: فسلمت عليهما فردَّا السلام ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثالثة فاستفتح فقيل: من هذا؟ فقال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوَقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء -قال-: قال: ففتح لنا، فلما خلصت فإذا يوسف قال: هذا يوسف، قال: فسلمت عليه فردَّ السلام ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوَقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، قال: ففتح لنا فلما خلصت فإذا إدريس ، قال: هذا إدريس، فسلم عليه قال فسلمت عليه فردَّ السلام ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي


(١) أي: اللؤلؤ.
(٢) في سنده يزيد بن أبي مالك تقدم ذكره في الرواية السابقة، وكذلك فيه هشام بن عمار: صدوق كبر فصار يتلقن (التقريب ص ٥٧٣)، ولعل هذه الغرائب من يزيد وهشام.
(٣) قال الحافظ ابن حجر: لم أر من نسبه من الرواه، ولعلهُ: ابن أبي سبرة صاحب أنس فقد أخرج له أبو داود من رواية أنس حديثًا غيره (فتح الباري ٧/ ٢٠٤).