للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروى وكيع، عن أبان بن عبد الله البجلي، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حِراش، عن علي نحوه، وقال فيه: فقام رجل من همدان فقال: الله أعدل من ذلك يا أمير المؤمنين، قال: فصاح به علي صيحة، فظننت أن القصر تدهده لها، ثم قال: إذا لم نكن نحن فمن هم؟ (١).

وقال سعيد بن مسروق، عن أبي طلحة، وذكره وفيه: فقال الحارث الأعور ذلك، فقام إليه علي فضربه بشيء كان في يده في رأسه، وقال فمن هم يا أعور إذا لم نكن نحن؟ وقال سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم قال: جاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي فحجبه طويلًا ثم أذن له فقال له: أما أهل البلاء فتجفوهم، فقال علي: بفيك التراب إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٧)﴾ وكذا روى الثوري عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بنحوه (٢).

وقال سفيان بن عيينة، عن إسرائيل، عن أبي موسى سمع الحسن البصري يقول: قال علي: فينا والله أهل بدر نزلت هذه الآية ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٧)(٣).

وقال كثير النوّاء: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي فقلت: وليي وليكم، وسلمي سلمكم، وعدوي عدوكم، وحربي حربكم، أنا أسألك بالله أتبرأ من أبي بكر وعمر؟ فقال: ﴿قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [الأنعام: ٥٦] تولهما يا كثير فما أدركك فهو في رقبتي هذه، ثم تلا هذه الآية ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ قال: أبو بكر وعمر وعلي أجمعين (٤).

وقال الثوري، عن رجل، عن أبي صالح في قوله: ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ قال: هم عشرة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة، والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الله بن مسعود، أجمعين (٥).

وقوله: ﴿مُتَقَابِلِينَ﴾ قال مجاهد: لا ينظر بعضهم في قفا بعض (٦)، وفيه حديث مرفوع:

قال ابن أبي حاتم: حدثنا يحيى بن عبدك القزويني، حدثنا حسان بن حسان، حدثنا إبراهيم بن بشير، حدثنا يحيى بن معين، عن إبراهيم [القرشي] (٧)، عن سعيد بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله ؛ فتلا هذه الآية ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ في الله ينظر بعضهم إلى بعض (٨).


(١) أخرجه الطبري من طريق والحاكم من طريق وكيع به وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٥٣).
(٢) أخرجهما الطبري بسنديهما ومتنهما، وأحدهما يقوي الآخر.
(٣) أخرجه الطبري من طريق سفيان بن عيينة به، وسنده منقطع لأن الحسن لم يسمع من علي .
(٤) أخرجه الطبري من طريق إسماعيل الزبيدي عن كثير النوّاء به بدون الجملة الأخيرة ما بعد الآية، وسنده ضعيف لضعف كثير (التقريب ص ٤٥٩).
(٥) سنده ضعيف لإبهام شيخ الثوري.
(٦) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٧) كذا في (حم)، وصحف في الأصل إلى: "القومسي".
(٨) أخرجه البخاري بهذا الإسناد وضعفه حيث قال: هذا إسناد مجهول لا يتابع عليه (التاريخ الصغير ١/ ٢٥٠).