للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليًا عن ﴿الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾ قال: هم كفار قريش يوم بدر (١).

حدثنا المنذر بن شاذان، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا بسام - هو الصيرفي -، عن أبي الطفيل قال: جاء رجل إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين من الذين بدلوا نعمة الله كفرًا، وأحلوا قومهم دار البوار؟ قال: منافقو قريش (٢).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن نفيل قال: قرأت على معقل، عن ابن أبي حسين قال: قام علي بن أبي طالب فقال: ألا أحد يسألني عن القرآن، فوالله لو أعلم اليوم أحدًا أعلم به مني وإن كان من وراء البحار لأتيته، فقام عبد الله بن الكواء فقال: من الذين بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار؟ قال: مشركو قريش أتتهم نعمة الله الإيمان فبدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار (٣).

وقال السدي في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا﴾ الآية، ذكر مسلم المستوفى، عن علي أنه قال: هم الأفجران من قريش: بنو أمية وبنو المغيرة؛ فأما بنو المغيرة، فأحلوا قومهم دار البوار يوم بدر، وأما بنو أمية فأحلوا قومهم دار البوار يوم أُحد، وكان أبو جهل يوم بدر، وأبو سفيان يوم أُحد، وأما دار البوار فهي جهنم (٤).

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا الحارث أبو منصور، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة قالا: سمعت عليًا قرأ هذه الآية ﴿وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾ قال: هم الأفجران من قريش: بنو أمية، وبنو المغيرة، فأما بنو المغيرة فأهلكوا يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين، ورواه أبو إسحاق عن عمرو بن مرة، عن علي (٥)، نحوه، وروي من غير وجه عنه.

وقال سفيان الثوري، عن علي بن زيد، عن يوسف بن سعد، عن عمر بن الخطاب في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا﴾ قال: هم الأفجران من قريش: بنو المغيرة، وبنو أمية، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين (٦). وكذا رواه حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال: قال ابن عباس لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين هذه الآية ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨)﴾؟ قال: هم الأفجران من قريش: أخوالي وأعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر، وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى


(١) سنده حسن.
(٢) أخرجه الحاكم من طريق بسام الصيرفي به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٥٢).
(٣) في سنده ابن أبي حسين وهو عبد الله بن عبد الرحمن لم يسمع من علي، وقد توبع بما تقدم فيتقوى بهما.
(٤) في سنده السدي لم يصرح بالسماع عن مسلم وفيه تشيّع، وقد توبع في أغلب المتن إلا ذكر أبي سفيان فإنه لم يتابع عليه كما سيأتي في الروايات التالية.
(٥) أخرجه الحاكم من طريق سفيان عن أبي إسحاق به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٥٢).
(٦) أخرجه الطبري من طريق الثوري به، وفي سنده علي بن زيد وهو ابن جدعان: وهو ضعيف.