للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فتخرج كأنتن ريح جيفة، فيذهب به إلى باب الأرض" (١).

وقد روى أيضًا من طريق همام بن يحيى، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة، عن النبي بنحوه، قال: "فيسأل: ما فعل فلان، ما فعل فلان، ما فعلت فلانة؟ قال: وأما الكافر فإذا قبضت نفسه، وذهب بها إلى باب الأرض، تقول خزنة الأرض: ما وجدنا ريحًا أنتن من هذه، فيبلغ بها الأرض السفلى".

قال قتادة: وحدثني رجل، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو قال: أرواح المؤمنين تجتمع بالجابية، وأرواح الكفار تجتمع ببرهوت سبخة بحضرموت، ثم يضيق عليه قبره (٢).

وقال الحافظ أبو عيسى الترمذي : حدثنا يحيى بن خلف، حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إِذا قبر الميت - أو قال: أحدكم - أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال: لأحدهما منكر والآخر نكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، وينور له فيه، ثم يقال له: نم، فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقًا قال: سمعت الناس يقولون: فقلت مثلهم لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، فيقال للأرض: التئمي عليه فتلتئم عليه حتى تختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبًا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك" ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (٣).

وقال حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ - قال:- ذلك إِذا قيل له في القبر: من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد جاءنا بالبينات من عند الله، فآمنت به وصدقت، فيقال له: صدقت، على هذا عشت، وعليه مت، وعليه تبعث" (٤).

وقال ابن جرير: حدثنا مجاهد بن موسى والحسن بن محمد، قالا: حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ، عن النبي قال: "والذي نفسي بيده،


(١) أخرجه ابن حبان بسنده ومتنه (الإحسان ٧/ ٢٨٤، ٢٨٥ ح ٣٠١٤)، وصححه محققه، وأخرجه الحاكم من طريق معمر عن قتادة به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ١/ ٣٥٢).
(٢) أخرجه ابن حبان بسنده ومتنه ثم قال: الجابيتان باليمن، وبرهوت من ناحية اليمن (الإحسان ٧/ ٢٨٤ ح ٣٠١٣)، وصححه محققه بدون قول قتادة، وأما قول قتادة فيرويه عن رجل مبهم فسنده ضعيف.
(٣) أخرجه الترمذي بسنده ومتنه وحكمه (السنن، الجنائز، باب عذاب القبر ح ١٠٧١)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (ح ٨٥٦).
(٤) أخرجه الطبري من طريق آدم بن أبي إياس عن حماد بن سلمة به وسنده حسن، وأخرجه الإمام من طريق حماد بن سلمة به مختصرًا، وحسّن سنده محققوه (المسند ١٤/ ٢٣٣ ح ٨٥٦٣)، وأخرجه الحاكم من طريق حماد به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ١/ ٣٨٠).