للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رواه مسلم، عن عبد بن حميد، وأخرجه النسائي من حديث يونس بن محمد المؤدب به (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سأل جابر بن عبد الله عن فتَّاني القبر، فقال: سمعت رسول الله يقول: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه، جاءه ملك شديد الانتهار، فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: إنه رسول الله وعبده، فيقول له الملك: انظر إلى مقعدك الذي كان لك في النار قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة، فيراهما كليهما، فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلي، فيقال له: اسكن، وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول كما يقول الناس، فيقال له: لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة قد أبدلت مكانه مقعدك من النار" قال جابر: فسمعت النبي يقول: "يبعث كل عبد في القبر على ما مات، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه" (٢). إسناده صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر، حدثنا عباد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: شهدنا مع رسول الله جنازة، فقال رسول الله : "يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دفن وتفرق عنه أصحابه، جاءه ملك في يده مطراق من حديد فأقعده، فقال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنًا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول له: صدقت ثم يفتح له بابًا إلى النار، فيقول: كان هذا منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنت فهذا منزلك، فيفتح له بابًا إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه فيقول له: اسكن ويفسح له في قبره، وإن كان كافرًا أو منافقًا فيقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا، فيقول: لا دريت ولا تليت (٣) ولا اهتديت، ثم يفتح له بابًا إلى الجنة، فيقول له: هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت به فإن الله ﷿ أبدلك به هذا، فيفتح له بابًا إلى النار ثم يقمعه قمعة بالمطراق، فيصيح صيحة يسمعها خلق الله ﷿ كلهم غير الثقلين، فقال بعض القوم: يا رسول الله، ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك"، فقال رسول الله : "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت" (٤).

وهذا أيضًا إسناد لا بأس به، فإن عباد بن راشد التميمي روى له البخاري مقرونًا، ولكن ضعفه بعضهم.


(١) صحيح مسلم، الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت (ح ٢٨٧٠)، وسنن النسائي، الجنائز، باب المسألة في القبر ٤/ ٩٧.
(٢) أخرجه الإمام أحمد من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير وليس عن ابن جريج (المسند ٢٣/ ٦٥، ٦٦ ح ١٤٧٢٢) وصححه محققوه بمتابعة ابن جريج لابن لهيعة، فقد أخرجه عبد الرزاق عن ابن جريج به (المصنف رقم ٦٧٤٤ و ٦٧٤٦).
(٣) أي: ما استطعت.
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ٣) وقال عنه الحافظ ابن كثير: إسناد لا بأس به. اهـ. ويشهد له سابقه ولاحقه.