للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من مزينة قال: سئل رسول الله عمن استوت حسناته وسيئاته فقال: "إنهم قوم خرجوا عصاة بغير إذن آبائهم فقتلوا في سبيل الله" (١).

وقال سعيد بن منصور: حدثنا أبو معشر حدثنا يحيى بن شبل، عن يحيى بن عبد الرحمن المزني، عن أبيه قال: سئل رسول الله عن أصحاب الأعراف قال: "هم ناس قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم فمنعهم من دخول الجنة معصية آبائهم ومنعهم من النار قتلهم في سبيل الله" ورواه ابن مردويه وابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن أبي معشر به (٢). وكذا رواه ابن ماجه مرفوعًا من حديث أبي سعيد الخدري (٣) وابن عباس، والله أعلم بصحة هذه الأخبار المرفوعة، وقصاراها أن تكون موقوفة وفيه دلالة على ما ذكر.

وقال ابن جرير: حدثني يعقوب، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن الشعبي، عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف قال: فقال: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة وخلفت بهم حسناتهم عن النار، قال: فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله فيهم (٤).

وقد رواه من وجه آخر أبسط من هذا فقال: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال: قال الشعبي أرسل إليّ عبد الحميد بن عبد الرحمن وعنده أبو الزناد عبد الله بن ذكوان مولى قريش فإذا هما قد ذكرا من أصحاب الأعراف ذكرًا ليس كما ذكرا فقلت لهما: إن شئتما أنبأتكما بما ذكر حذيفة. فقالا: هات. فقلت: إن حذيفة ذكر أصحاب الأعراف فقال: هم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٧)﴾ فبينما هم كذلك إذا طلع عليهم ربك فقال لهم اذهبوا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم (٥).

وقال عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر الهذلي قال: قال سعيد بن جبير وهو يحدث ذلك عن ابن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ قول الله: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (١٠٣)[المؤمنون]، ثم قال: الميزان يخف بمثقال حبة، ويرجح قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل


(١) سنده ضعيف، لم يذكر الراوي عن سعيد بن سلمة ومن بعده.
(٢) سنده ضعيف لضعف أبي معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي كما في التقريب.
(٣) أخرجه الطبراني من طريق محمد بن مخلد الرُعيني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد (المعجم الصغير ١/ ٢٣٨)، قال الهيثمي: فيه محمد بن مخلد الرعيني وهو ضعيف (المجمع ٧/ ٢٣)، وفيه أيضًا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف. وهذا الحديث ليس من رواية ابن ماجه ولو رواه ابن ماجه لما ذكره الهيثمي في الزوائد.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده الشعبي لم يسمع حذيفة ولكنه روي موصولًا فقد أخرجه الحاكم من طريق الشعبي عن صلة بن زفر عن حذيفة وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٢٠).
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وحكمه كسابقه.