للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الذي قال الله تعالى فيه: ﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ﴾ (١). ثم روى بإسناده عن السدي أنه قال في قوله تعالى: ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ﴾ وهو السور وهو الأعراف (٢).

وقال مجاهد: الأعراف حجاب بين الجنة والنار سور له باب (٣).

قال ابن جرير: والأعراف جمع عُرْف وكل مرتفع من الأرض عند العرب يسمى عرفًا، وإنما قيل لعرف الديك عرفًا لارتفاعه (٤).

وحدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن عيينة، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، سمع ابن عباس يقول: الأعراف هو الشيء المشرف (٥).

وقال الثوري عن جابر، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: الأعراف سور كعرف الديك (٦).

وفي رواية عن ابن عباس: الأعراف جمع تل بين الجنة والنار حبس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار، وفي رواية عنه هو سور بين الجنة والنار (٧). وكذا قال الضحاك (٨) وغير واحد من علماء التفسير.

وقال السدي: إنما سمي الأعراف أعرافًا لأن أصحابه يعرفون الناس (٩).

واختلف عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف من هم؟ وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، نصّ عليه حذيفة وابن عباس وابن مسعود وغير واحد من السلف والخلف ، وقد جاء في حديث مرفوع رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الله بن إسماعيل، حدثنا عبيد بن الحسين، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا النعمان بن عبد السلام، حدثنا شيخ لنا يقال له أبو عباد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله عمن استوت حسناته وسيئاته فقال: "أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون" (١٠). وهذا حديث غريب من هذا الوجه.

ورواه من وجه آخر عن سعيد بن سلمة، عن أبي الحسام، عن محمد بن المنكدر، عن رجل


(١) ذكره الطبري بنحوه.
(٢) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٤) ذكره الطبري بنحوه.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده سفيان بن وكيع فيه مقال ولكنه توبع في رواية سعيد بن منصور فقد أخرجه عن ابن عيينة به (التفسير ح ٩٥٧)، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن ابن عيينة، وسنده صحيح.
(٦) أخرجه الطبري وهناد (الزهد ح ٢٠٤)، من طريق الثوري به، وأخرجه ابن أبي حاتم والطبري كلاهما من طريق إسرائيل عن جابر به، وسنده ضعيف لضعف جابر وهو ابن يزيد الجعفي.
(٧) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس، ومن طريق آخر.
(٨) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك ويتقوى بسابقه.
(٩) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي.
(١٠) في سنده سليمان بن داود الشاذكوني كذبه ابن معين وغيره (لسان الميزان ٣/ ٥٤ - ٥٨) وفي سنده إبهام شيخ النعمان بن عبد السلام وسنده ضعيف جدًا.