للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس، والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحمل عليها شيء. قال: وقال أبو هريرة: قال رسول الله : "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيّب السوائب" والوصيلة: الناقة البكر تبكر في أول نتاج إبل، بل تثني بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينها ذكر.

والحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه (١) ودعوه للطواغيت وأعفوه عن الحمل، فلم يحمل عليه شيء، وسموه الحامي (٢). وكذا رواه مسلم والنسائي من حديث إبراهيم بن سعد به (٣).

ثم قال البخاري: قال لي أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: سمعت سعيدًا يخبر بهذا. قال: وقال أبو هريرة، عن النبي نحوه. ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي (٤).

قال الحاكم: أراد البخاري أن يزيد بن عبد الله بن الهاد رواه عن عبد الوهاب بن بخت، عن الزهري، كذا حكاه شيخنا أبو الحجاج المزي في الأطراف، وسكت ولم ينبه عليه، وفيما قاله الحاكم نظر، فإن الإمام أحمد وأبا جعفر بن جرير روياه من حديث الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن الزهري نفسه (٥)، والله أعلم.

ثم قال البخاري: حدثنا محمد بن أبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا يونس، عن الزهري، عن عروة أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله : "رأيت جهنم يحطم بعضها بعضًا، ورأيت عمروًا يجر قصبه وهو أول من سيّب السوائب" (٦) تفرد به البخاري.

وقال ابن جرير: حدثنا هناد، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله يقول لأكثم بن الجون: "يا أكثم، رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار، فما رأيت رجلًا أشبه برجل منك به، ولا به منك". فقال أكثم: تخشى أن يضرني شبهه يا رسول الله؟ فقال رسول الله : "لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنه أول من غيّر دين إبراهيم، وبحّر البحيرة، وسيّب السائبة، وحمى الحامي"، ثم رواه عن هناد، عن عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي بنحوه أو مثله، ليس هذان الطريقان في الكتب (٧).


(١) أي قضى وطره من الناقة.
(٢) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، التفسير، باب ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ. . .﴾ [المائدة: ١٠٣] (ح ٤٦٢٣).
(٣) صحيح مسلم، الجنة، باب النار يدخلها الجبارون. . . (ح ٢٦٥٦).
(٤) صحيح البخاري، بعد الحديث السابق (٤٦٢٣) مباشرة.
(٥) وهو كما قال فهذه الطريق في المسند (٢/ ٣٦٦)، وتفسير الطبري (١١/ ١١٦) ط. شاكر.
(٦) أخرجه البخاري بسنده ومتنه، التفسير، باب ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ. . .﴾ (ح ٤٦٢٤).
(٧) أخرجه الطبري من الطريقين، وسنده حسن، وأخرجه الحاكم من طريق محمد بن عمرو به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٤/ ٦٠٥).