للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤)﴾ فيقول الله: صدق عبيدي اغسلوهم بنهر البيضة، فيخرجون منه نقاء بيضًا، فيسرحون (١) في الجنة حيث شاؤوا" (٢). وهذا الحديث يُعدُّ من غرائب المسند، ومنهم من يجعله موضوعًا، والله أعلم.

﴿وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ أي: على رؤوس الخلائق، ﴿إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ أي: لا بد من الميعاد الذي أخبرت عنه رسلك وهو القيام يوم القيامة بين يديك.

وقد قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا الحارث بن سُريج، حدثنا المعتبر، حدثنا الفضل بن عيسى، حدثنا محمد بن المنكدر، أن جابر بن عبد الله حدثه، أن رسول الله قال: " [العار] (٣) والتخزية تبلغ من ابن آدم في القيامة في المقام بين يدي الله ﷿ ما يتمنى العبد أن يؤمر به إلى النار" (٤). حديث غريب.

وقد ثبت أن رسول الله كان يقرأ هذه الآيات العشر من آخر آل عمران إذا قام من الليل لتهجده، فقال البخاري : حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، عن ابن عباس ، قال: بتُّ عند خالتي ميمونة، فتحدث رسول الله مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) … ﴾ الآيات، ثم قام فتوضأ واستن، فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى بالناس الصبح (٥). وهكذا رواه مسلم عن أبي بكر بن إسحاق الصنعاني، عن [ابن أبي مريم (٦)] (٧) به. ثم رواه البخاري من طرق عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، أن ابن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله وأهله في طولها، [فنام] (٨) رسول الله حتى إذا انتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله من منامه فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شَنٍّ معلقة فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي. قال ابن عباس : فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين ثم


(١) كذا في (عف) و (ح) و (حم) و (مح)، وفي الأصل: "فيروحون".
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ٢٢٥) وسنده ضعيف جدًّا بسبب أبي عقال وهو: هلال بن زيد بن يسار البصري نزيل عسقلان وهو متروك (التقريب ٢/ ٣٢٣). وعده ابن الجوزي ضمن الموضوعات ٢/ ٥٤، ٥٥، ورد عليه الحافظ ابن حجر في القول المسدد ص ٣٣.
(٣) كذا في (عف) و (ح) و (حم) و (مح) ومسند أبي يعلى، وفي الأصل: "المعاد" وهو تصحيف.
(٤) أخرجه أبو يعلى سنده ومتنه (المسند ٣/ ٣١١ ح ١٧٧٦). وسنده ضعيف بسبب الفضل بن عيسى وهو: الرقاشي منكر الحديث ورمي بالقدر (التقريب ص ٤٤٦).
(٥) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، التفسير، باب ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الآية ح ٤٥٦٩).
(٦) كذا في صحيح مسلم، وفي الأصل: "ابن مريم".
(٧) صحيح مسلم، صلاة المسافرين (ح ١٩٠).
(٨) كذا في صحيح البخاري و (عف) و (ح) و (حم) و (مح)، وفي الأصل: "قام" وهو تصحيف.