للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَقُولُ الْعَرَبُ مَنَ ابُوكَ، يُرِيدُونَ: مَنْ أَبُوكَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ» مَقْطُوعَةَ الْأَلِفِ وَهِيَ أَلِفٌ أَصْلِيَّةٌ.

وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ: «مِنِ اجْلِ ذَلِكَ» فَتَقُولُ الْعَرَبُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِكَ وَمِنْ إِجْلِكَ، وَمِنْ جَرَّاكَ وَمِنْ جَرَّائِكَ، وَمِنْ جَلَالِكَ وَمِنْ جَلَلِكَ وَيُنْشِدُ:

رَسْمِ دَارٍ وَقَفْتُ فِي طَلَلِهِ ... كِدْتُ أَقْضِي الْحَيَاةَ مِنْ جَلَلِهِ

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ}.

قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو، وَالْكِسَائِيُّ: «السُّحُتَ» بِضَمَّتَيْنِ.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ «السُّحْتَ» سَاكِنًا، وهما لغتان، نحو: البخل وَالْبُخُلُ.

قَرَأَ بِهِ عِيسَى بْنُ عُمَرَ.

وَرَوَى خَارِجَةُ، عَنْ نَافِعٍ «السَّحْتَ» بِفَتْحِ السِّينِ، وَسُكُونِ الْحَاءِ فَتَكُونُ لُغَةً ثَالِثَةً، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سَحَتَهُمُ اللَّهُ وَأَسْحَتَهُمْ، وَكُلُّ ذَلِكَ قَدْ قُرِئَ بِهِ «فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ» وَ «فَيَسْحَتَكُمْ».

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}.

قَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَحْدَهُ: «أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ» وَرَفَعَ مَا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الِابْتِدَاءِ، ذَهَبَ الْكِسَائِيُّ إِلَى أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَهَا كَذَلِكَ فَنَصَبَ «النَّفْسَ» بِ‍ «أَنَّ» وَاسْتَأْنَفَ مَا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الِابْتِدَاءِ.

وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو بِنَصْبِ ذَلِكَ، وَرَفْعًا «وَالْجُرُوحُ قِصَاصٌ».

أَيْ: كَتَبَ اللَّهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ إِلَى: «السِّنَّ بِالسِّنِّ» ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ: الْجُرُوحُ قِصَاصٌ.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كُلَّ ذَلِكَ بِالنَّصْبِ.

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ}.

قَرَأَ نَافِعٌ وَحْدَهُ «بِالْأُذْنِ» سَاكِنَةً.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمَّتَيْنِ، فَفِي ذَلِكَ ثَلَاثُ حُجَجٍ:

إِحَدَاهُنَّ: أَنْ يَكُونَ اسْتُثْقِلَ بِضَمَّتَيْنِ فَأَسْكَنَ كَمَا قَالَ: «وَأُحِيطَ‍ بِثَمْرِهِ»، وَالْأَصْلُ:

بِثَمَرِهِ، وَكَمَا قَالَ: «فَرُهْنٌ مَقْبُوضَةٌ» وَالْأَصْلُ: رهن، والعرب

قوله تعالى: {وعبد الطاغوت}.

<<  <   >  >>