للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَا عَجَبًا لِلْمَيِّتِ النَّاشِرِ

وَمَنْ قَرَأَ بِالزَّايِ، فَحُجَّتُهُ مَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ، عَنْ علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَجَّابِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: «كَيْفَ نَنْشُرُهَا» قَالَ: إِنَّمَا هِيَ زاي فزرها قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:

مَعْنَاهُ أَشْبِعْ إِعْجَامَهَا.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَيْ صَيِّرْهَا زَايًا لَا رَاءً، لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: لَمَّا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، صَوَّدْتَ صَادًا، وَكَوَّفْتَ كَافًا، وَزَوَّيْتَ زَايًا، وَلَوْ أَرَادُوا رَاءً، لَقَالُوا: رَيَّيَهَا بِالْيَاءِ، كَمَا قَالُوا: أَيَّيْتَهَا مِنَ الْيَاءِ، فَتَأَمَّلْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَطِيفٌ جِدًّا.

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}.

قَرَأَ حَمْزَةُ وَحْدَهُ «فَصِرْهُنَّ إِلَيْكَ» بِكَسْرِ الصَّادِ.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ «فَصُرْهُنَّ» بِالضَّمِّ، وَهُو الِاخْتِيَارُ، لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: صَارَ يَصُورُ: إِذَا مَالَ، قَالَ الشَّاعِرُ:

يَصُورُ عَبُوقُهَا أَحْوَى زَنِيمٌ ... لَهُ ظَابُ كَمَا صَخِبَ الْغَرِيمُ

الظَّابُ وَالظَّامُ: الصَّوْتُ جَمِيعًا، وَهُمَا السَّلَفُ أَيْضًا، وَيُقَالُ: الضَّيْرَنُ، الضَّيْزَنُ أَيْضًا: اسْمُ صَنَمٍ، وَالضَّيْزَنُ: الَّذِي يَتَزَوَّجُ بِامْرَأَةِ أَبِيهِ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى ذَوَاتِ الْوَاوِ، وَ «صِرْهُنَّ» مِنْ صَارَ يَصِيرُ، أَيْ: قَطِّعْهُنَّ إِلَيْكَ «صُرْهُنَّ» ضمهن وَأَمِلْهُنَّ إِلَيْكَ.

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ}.

قَرَأَ عَاصِمٌ، وَابْنُ عَامِرٍ «بِرَبْوَةٍ» بِالْفَتْحِ.

وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}.

جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنَّهَا دِمَشْقُ.

وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «رِبْوَةٍ» بِالْكَسْرِ، وَفِيهَا سَبْعُ لُغَاتٍ، رِبْوَةٍ، وَرُبْوَةٍ، وَرَبْوَةٍ، وَرُبَاوَةٍ، وربَاوة، وَرِبًا، قَالَ الشَّاعِرُ:

وَكُنَّا بِالرِّبَاوَةِ قَاطِنِينَا

وَالرِّبْوَةُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ، وَقَرَأَ الْأَشْعَثُ الْعُقَيْلِيُّ «كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبَوَةٍ» أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ:

وَيَبِيتُ مَنْزِلَ عَرْضَةٍ بِرَبَاوَةٍ ... بَيْنَ النَّخِيلِ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ

<<  <   >  >>