وأعمالهم خَبَرُ ما لم يُسمَّ فاعِلُهُ، كما تَقُولُ: ليُعطوا درهمًا، وليُكسوا ثوبًا، وإنما ذكرته لأنَّ ابنَ مُجاهدٍ، قَالَ: قَرأَ قَتَادَة، وحمّاد بْن سَلَمة، «لِيَرَواْ أَعْمالَهُمْ» بفتح الياء فجعل الفعل لهم، ووزنه من الفعل ليفعلوا والأصل: ليرأيوا فحذفوا الهمزة تخفيفًا بعد أن نقلوا فتحتها إلى الراء، واستثقلوا الضمة عَلَى الياء فحذفت فالتقى ساكنان الواو، والياء فذهبت الياء لالتقاء الساكنين، والأصل فِيْ «لِيُرَواْ» يرأيوا فعمل بِهِ ما عمل بالأول.
وقولُه تَعَالى: {شرًّا يَرَهُ}.
قَرَأَ ابنُ كثيرٍ وحمزةُ والكِسَائِيّ ونافع وأبو عَمْرو وابن عامر «يَرَهُو» مشبعًا.
وكذلك حفص، عن عاصم.
وروى هشام عن ابنُ عامرٍ، وعاصمٌ فِيْ رواية الكِسَائِيّ، عنْ أَبِي بَكْر «شرًّا يَره» ساكنًا، و «خَيرًا يَره» مثله جزما وَقَدْ ذكرت علة ذَلِكَ فِيْ آل عِمْرَانَ.
وحدثني محمد بْن عَبْد الواحد، عنْ ابْنُ الطُّوسي، عنْ أَبِيهِ، عنْ اللحياني، عن الكسائي، قَالَ: سَمعتُ أعرابيًا يقرأ «إنَّ الْإِنْسَان لِرَبِّهْ لَكَنُودٌ» بجزم الهاء.
وسمعتُ آخر يَقرأ «لِرَبِّهِ لْكَنَودٌ» باختلاس الحركة.
قَالَ الكِسَائِيُّ: والِإشباعُ والاختلاسُ والسُّكونُ فِيْ الهاءِ لغاتٌ ثلاثٌ كلُّهن صَوَابٌ والاختيار: الإشباع.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute