تبع فاء الفعل عين الفعل إلا أن يكون فِيْ الاسم حرف من حروف الاستعلاء السبعة التي قدمت ذكرها فيما سلف من الكتاب، والعائل، الفقير. تَقُولُ العرب: عال الرجل يعيل إِذَا افتقر، وعال يعول: إِذَا جارَ، وأعال يعيل: إِذَا كثر عياله، وينشد:
وعال الفَرسُ يَعيلُ: إِذَا تَكَفَّأ فِيْ مِشيته، وعالَ الرَّجلُ يعيل: إذا تبختر. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بلغ سورة «والضُّحى» كبر عند آخر كل سورة. ويخبر أن جبريل عَلَيْهِ السَّلام أمره بذلك عنْ اللَّه تَعَالى.
وروى عنْ عليٍّ صلوات اللَّه عَلَيْهِ أَنَّهُ يكبر من المُفَصَّل، فأمَّا قولُه:{فأمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرُ} فأجمع القراء عَلَى هذه القراءة، وإنما ذكرته؛ لأن أَحْمَد بن عبدان حدثني عن علي، عن أبي عُبَيْد أن فِيْ حرف عَبْد اللَّه «فلا تكهر» بالكاف فيكون الكاف، والقاف بمعنى. كما قرئ:«وإذا السَّماءُ كُشطت» و «قُشِطَتْ» ويكون لا تكهر:
لا تنهر، ولا تزجر، لأنَّه جاء فِيْ الحديث فِيْ الرجل الَّذِي تكلم فِيْ الصلاة، وخلف رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«فجعل النَّاس يُصَمِّتُونَ فقلت: وا ثكل أبَيَاْهُ، فلما قضى صلاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فبأبي هُوَ وأمي ما رَأَيْت معلما كان أحسن تعليما منه - ما كهرني، ولا زبرني. ولكنَّه قَالَ: إنَّ صلاتنا هَذِهِ لا صحيح فيها شيءٌ من كلامِ الآدميين».