جَعْفَر قَرَأَ «فَقَدَّرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ».
وقولُه تَعَالى: {كلا بل لا تكرمون اليتيم}.
«ويحبون» «ويأكلون» قرأ أبو عمرو كلُّ ذَلِكَ بالياءِ.
وقرأ الباقون بالتَّاءِ، فالتاءُ للخطاب أي: قُل لهم يا مُحَمَّد ذَلِكَ. ومن قَرَأَ بالياء أخبر عنْ من تقدّم ذكره أنهم بهذه الصفة لا يكرمون اليَتيم، «ويحبون المال حبا جما» أي: شديدا {وتأكلون التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا} أي: الميراث.
وقولُه تَعَالى: {وَلَا تَحاضُّونَ}.
قَرَأَ أهلُ الكوفةِ: «تَحَاضُّونَ».
وقرأ أَبُو عَمْرٍو وحده بالياء: «يُحَاضُونَ».
وقرا ابْنُ كَثِيْر ونافع وابن عامر: «تَحُضُّون» فمن قَرَأَ بالياء عطفه عَلَى ما قبله.
ومن قَرَأَ بالتاء فعلى الخطاب أي: لا يحض بعضهم بعضًا عَلَى إطعام المساكين، كما قَالَ تَعَالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} حضضته وحثثته واحدٌ.
ومَنْ قَرَأَ: «تَحَاضُّوْنَ» فمعناه كمعنى تحضُّون فاعلته وفعلته. إلا أن المفاعلة من اثنين أكثر.
وحدَّثني ابنُ مُجاهدٌ، عنْ السِّمَّرِيِّ، عنْ الفَرَّاءِ وأن بعضهم قَرَأَ «ولا تُحَاضُونَ» أي: ولا تحافظون.
وقولُه تَعَالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ}.
قَرَأَ الكِسَائِيُّ وحده: «لا يعذَّب» بفتح الذال «ولا يُوثَق» بالفتح ذهب إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها كذلك. ومعناه لا يعذب عذاب النار أحد.
وقرأ الباقون: «لا يعذِّب» ««ولا يوثِقُ» بكسر الذال، والثاء، قَالُوا: المعنى لا يُعذب فِيْ الدُّنيا عذابَ اللَّه فِيْ الآخرة.
وقيل لأبي عَمْرو بْن العلاء: لمَ تركت هَذِهِ القراءة يعني الفتح وَقَدْ أثر عنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لأنِّي أتَّهم الواحد الشَّاذّ إِذَا أتى بخلافِ ما عَلَيْهِ الكافةَ يعني أَنَّهُ قَدْ روى عنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفتح من وجه واحدٍ، والكسر عَنْهُ من وجوه.
وحدثني ابن مجاهد، قال: حدثنا محمد بن سنان، عنْ عثمان، عنْ شُعْبَة، عنْ