حذفت مثل هَذَا نَقَلَتْ حركةُ الهَمزةِ إلى السَّاكن قبلَه واللَّامُ قبلَ هَذِهِ الهمزة مُتحركةٌ، واللَّامُ فِيْ الَأحمر لامُ التَّعريف ساكنةٌ.
وقولُه تَعَالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ}.
قَرَأَ نافعٌ، وابنُ عامرٍ بفتح الفاءِ جعلاها مفعولة.
وقرأ الباقون بكسر الفاءِ جعلوهن فاعلات من نفرت، وينشد:
اربط حِمَارَكَ إنه مُسْتَنْفِرٌ ... فِيْ إثرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْن لِغُرَّبِ
فلا يجوزُ فِيْ هَذَا فتح الفاءِ؛ لأنَّه لم يستنفرهُ أحدٌ. والعرب تَقُولُ: نَفَرَ واستُنْفَرَ بمعنى، وعلا قِرنه واستعلاهُ بمعنًى، وسمع أعرابي رجلًا يقرأ: «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفَرَةٌ» فَقَالَ: طلبها قسورة، قيل لَهُ: وَيْحكَ إنّه فِيْ القرآن: {فرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} فَقَالَ: فمُسْتَنْفِرَةٌ إذَا. والقَسورةُ: الرُّماة، والقَسورُ بغير هاءٍ: نبتٌُ، والقَسْوَرَةُ: الأَسَدُ. فأمَّا قولُ امرئ القَيْس:
... كَمِشْيَةِ قسورا
يصف الأسد، وأنه أراد: كمشية قسورة ثُمَّ رخَّم الهاء وأتى بالألف للقافية.
وقولُه تَعَالى: {كَلَّا بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ}.
قَرَأَ ابن عمر: «بَلْ لَاْ تَخَافُونَ الَأخِرَةَ» بالتَّاءِ عَلَى الخطاب.
وقرأ الباقون بالياءِ ردًّا عَلَى قولُه: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا منشرة} ومنشرة الشِّين؛ لأن الصُحفَ كثيرةٌ. وهي قراءةُ النَّاس إلّا ما حَدَّثَنِي ابنُ مجاهدٍ، عنْ عُبيد اللَّه بْن نَصر، عنْ المُعتمر، عنْ مُحَمَّد بن الهيثم، عنْ ابْنُ سَعِيد بْن جُبَيْرٍ: «صُحُفًا مُنْشَرَةً» بتخفيف الشِّين ولم يذكر فِيْ الصُّحُف شَيئًا، قال: وحدثنا الجمال، عن المعتمر بإسناد مثله وقال «صُحْفًا مُنْشَرَةً» خفيفتين.
وقولُه تَعَالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ}.
قَرَأَ نافعٌ وحده: «وَمَا تَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ» بالتَّاءِ عَلَى الخطاب.
وقرأ الباقون بالياءِ ردًّا عَلَى ما قبله.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute