وسألتُ ابنَ مجاهدٍ، عنْ قراءة طلحة هَذَا، فَقَالَ: هُوَ لَحْنٌ.
وقال بعضُ أهل التَّفسير: زعم أَبُو عُبَيْدٍ أن ما كَانَ من قول الجِن فهو مكسورٌ بالنّسق عَلَى قولُه: «إنَّا سَمِعْنا». ومن فتح فعلى قولُه:«قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ».
قَالَ: وهو المذهب عندي.
وَقَدْ اختلف فِي هَذِهِ السُّورة اختلافًا شديدًا، وكان أَبُو عَمْرو أعلَمهم بتأويل القرآن فلذلك حسن اختياره، وسأبين مواضع الفتح والكَسرِ «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ» بالفتح «قَالُوا إنا سَمِعْنَا» بالكسر، ثُمَّ تتابع كلام الجِنّ إلى قولُه:«وإنَّا ظَنَنَّا» ثُمَّ يَعترض كلامُ اللَّه وهو قوله: «وإنه كان رجال» هذا مكسورٌ عَلَى الِإبتداء، ويتلوه قولُه:«وإنَّهم ... » مكسور نَسَقٌ عَلَى قولُه: «وإنَّه كَانَ» ثُمَّ ينقطع قوله الله هاهنا فيقول الجن: «وإنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء» وهذا مكسورٌ منسوقٌ عَلَى ما تقدم من قول الجِنِّ، ثُمَّ يَقُولُ الجن: أيضًا «وإنَّا لا نَدْرِيْ» ثُمَّ يَقُولُ: «وإنّا مِنَّا الصَّالِحُوْنَ» ثُمَّ ينقطع قول الجن هاهنا. ثُمَّ يَقُولُ اللَّه:«وألَّوِ {اسْتَقَامُواْ عَلَى الطَّريقة» نسق على قوله: «قل أوحي إلي أنه اسْتَمَعَ» وكذلك: «وأنَّ المساجِدَ لِلهِ»، «وإنَّه لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ»، والجِنُّ فِي اللغة: الجِنُّ، والجِنُّ: الِإنسُ، والجِنُّ: الملائكةُ، والجنَّةُ: الِإنسُ، والجَّنَّةُ: الملائكة، والجنة: الجن، والجنة: كلاب الجن، ويقال: الجن: سَفَلَةُ الجِنِّ، والجنُّ الجنون، والجنون: جُنُونُ الشَّبابِ، وجُنُونُ السّكرِ، وجُنُونُ الشَّيطان، وَيُقَال: