والباقون يُظهرون.
وقولُه تَعَالى: {أَنْ يُبْدِلَهُ}.
شدَّده نافعٌ، وأبو عَمْرٍو.
وخفَّفه الباقون وقَدْ ذكرت علته فِي الكهف.
وقولُه تَعَالى: {تَوْبَةً نَصُوْحًا}.
قَرَأَ عاصمٌ فِي روايةِ ابْنُ بكرٍ: «نُصُوْحًا» جعله مصدرًا مثل قَعَدَ قُعُوْدًا.
وقرأ الباقون: «نَصُوْحًا» بفتح النون جعلوه صفة والتَّوبة النَّصوحُ: هُوَ الَّذِي ينوي الرَّجُلَ إذا تاب أن لا يعودَ.
وقال آخرون: هُوَ أن يَنوي أن لا يعود، ولا يعودُ إلى أن يَموت عَلَى ذَلِكَ، فإن نوى أن لا يعودَ، ولم يعد برهةً ثُمَّ عاد لم تكن التُّوبة نصوحًا. قَالَ: إنَّما النَّصوحُ التي يستوجبُ صاحبها بها الجَنّة، وإنما يكون هَذَا عَلَى الخاتِمة.
فإن قيل لَكَ: لِمَ لَمْ يقل توبةً نصوحةً، وهي مؤنثةً؟
فقُل: لأنَّ فَعولا قَدْ بُنِيَ عَلَى غير الفعل فيستوي فِيهِ المّذكر والمُؤنث، فتقول:
أرض طَهورٌ وماءٌ طهور، ورجلٌ صَبورٌ، وامرأةٌ صَبورٌ، وأرضٌ ذَلولٌ، ولو بنيته عَلَى الفعل لأُنِّثَ، فقلت صبرت فهي صابرةٌ.
وقولُه تَعَالى: {وإنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}.
قَرَأَ أهلُ الكوفِة بالتَّخفيفِ.
وقرأ الباقون بالتَّشديد، فمن شدَّد أراد: تتظاهر فأدغم؛ لأنَّه فعلُ مستقبلٍ وهذا جزمٌ بالشرطِ، وسقطت النُّون للجزم، والفاء جوابُهُ، وعلامةُ الجزمِ حذفُ النُّون، والأصل: تظاهران. ومن خفَّف أسقط تاءً تخفيفًا، وَقَدْ ذكرتُ هَذَا فِي مواضع.
وقولُه تَعَالى: {وَكُتُبِهِ}.
قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وحفصٌ، عنْ عاصمٍ بالجمع.
والباقون: «وكِتَابه» عَلَى التُّوحيد، وَقَدْ ذكرته فِي البقرة.
فإن قيلَ: لِمَ لَمْ يَقُلْ: من القانتات، ومريم مؤنثة؟
فقل: التَّقدير: وكانت مريم من القَوم القَانتين، ومن الَأنبياء القانتين أي: المطيعين لله.