للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى من قَالَ: إنَّ السَّواسيةَ المُستوون فِي الشَرِّ.

وقولُه تَعَالى: {وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقَ}.

قرأ نافعٌ وحفصٌ عنْ عاصم: «وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ» مخففًا.

وقرأ الباقون: «وَمَا نَزَّلَ» مشدّدًا وهو الاختيارُ، لأنَّ فِي حرف عبدِ الله «وَمَا نزل مِنَ الحَقِّ» بالضَّمِّ والتَّشديدِ عَلَى ما لم يُسم فاعله.

وقولُه تَعَالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ}.

قرأ ابنُ كثيرٍ وعاصمٌ فِي روايةِ أبي بكر مخففةَ الصَّادِ.

وقرأ الباقون مشددا في الحرفين جميعا أرادوا: «المتصدقين» التاء في الصاد فالتشديد من أجل ذَلِكَ، وليس فِي تشديد الدَّالِ اختلافٌ؛ لأنَّه عَلَى وزن تَفَعَّل تَصَدَّقَ مثل تَكَبَّرَ، وتَجَبَّرَ، ومَنْ خَفَّفَ حَذَفَ التَّاءَ اختصارًا.

وقولُه تَعَالى: {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}.

قرأ أَبُو عَمْرٍو: «بِمآ أتَاكُمْ» قصرًا، أي: جاءَكُم.

وقرأ الباقون: «ءاتاكم» ممدودًا، أي: أعطاكم.

وقولُه تَعَالى: {فإنَّ اللَّه هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيْدُ}.

قرأ نافعٌ وابنُ عامرٍ: «فإنَّ اللَّه الغَنِيُّ الحَمِيْدُ» بغيرِ هُوَ، وكذلك فِي مَصاحفهم.

وقرأ الباقون بزيادة: «هُوَ» وكذلك فِي مصاحف أهلِ الكوفةِ، فمن أسقط‍ جعل «الغَنِيُّ» خبر إن. و «الحميدُ» نعته، ومن زاد «هُوَ» فله مذهبان فِي النحو:

أحدُهما: أن تجعل «هُوَ» عمادًا أَوْ فاصلةً زائدةً.

والمَذهبُ الثَّاني: أن يجعل «هُوَ» ابتداء و «الغنيُّ» خبره وتكون الجملةُ فِي موضع خبر «إن» ومثله {إنَّ شَاْنِئِكَ هُوَ الَأبْتَرُ} و {أَنَّهُ هُوَ ربُّ الشِّعْرَى} فكلَّما وَرَدَ عليك فِي التَّنزيل فهذا إعرابه.

وقولُه تَعَالى: {فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيةٌ}.

قرأ ابنُ عامرٍ وحده: «لا تُؤخَذُ» بالتاء.

والباقون بالياءِ. فمَن ذَكَّرَ قَالَ: تأنيثُ غيرُ حَقِيْقِيّ. ومَنْ أنَّث ردَّه عَلَى اللَّفْظِ‍.

وحدَّثني أحمد، عنْ عليّ، عن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ «تُؤْخَذُ» بالتاء. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: اختياري الياءَ لكثرةِ القراءة بها، لِإيْثَارِنَا للتذكير فِي جميع القرآن.

<<  <   >  >>