للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غُنَّةٍ نَحْوَ: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} وَالرَّاءُ بِغَيْرِ غُنَّةٍ نَحْوَ: {مِنْ رَبِّهِمْ}. وَالْوَاوُ بِغَيْرِ غُنَّةٍ فِي قِرَاءَةِ حَمْزَةَ وَحْدَهُ، والْبَاقُونَ بِغُنَّةٍ نَحْوَ {غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ} وَ {مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} وَعِنْدَ الْمَيِمِ بِغُنَّةٍ لَا غَيْرَ نَحْوَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} وَعِنْدَ النُّونِ مِثْلَهَا بِغُنَّةٍ لَا غَيْرَ، نَحْوَ:

{خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ، } {فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}.

قَرَأَ نَافِعٌ، وَابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو: «يُخَادِعُونَ» بِالْأَلِفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ الْأَلِفِ.

- وَحَدَّثَنِي أبو بكر بن الأعرابي، قال: وحدثنا الْمُبَرِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: يَخْدَعُونَ وَيُخَادِعُونَ الْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، غَيْرَ أَنَّ يُخَادِعُونَ بِالْأَلِفِ الِاخْتِيَارُ، لِتُعْطَفَ لَفْظَةٌ عَلَى شَكْلِهَا.

وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي «يُخَادِعُونَ» فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُفَاعِلُونَ وَفَاعَلْتَ فِعْلٌ مِنِ اثْنَيْنِ، وَرُبَّمَا جَاءَ الْوَاحِدُ كَقَوْلِهِمْ: طَارَقْتُ النَّعْلَ، وَعَافَاكَ اللَّهُ مِنْ ذَاكَ، وَمِنْ ذَلِكَ: قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، أَيْ: قَتَلَهُمُ اللَّهُ، وَيُخَادِعُونَ بِمَعْنَى: يَخْدَعُونَ، وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّحْوِ: فَاعَلْتَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنِ اثْنَيْنِ، فَمُخَادَعَةُ اللَّهِ إِيَّاهُمْ أَنْ يُجَازِيَهُمْ جَزَاءَ خَدْعِهِمْ، كَمَا قَالَ: {نَسُوُا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}.

- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، عَنِ الْمُبَرِّدِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُمَا، أَنَّ مُؤَرِّقًا الْعِجْلِيَّ، قَرَأَ: «وَمَا يُخَدِّعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ» وَكَانَ مُوَرِّقٌ أَسَدَّ النَّاسِ.

- حَدَّثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ:

حَدَّثَنَا مُوسَى الْخُلْقَانِيُّ، قَالَ: كَانَ مُؤَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ يَجِيءُ بِالصُّرَّةِ إِلَى الرَّجُلِ، فَيَقُولُ، إِذَا نَفِدَتْ أَمْدَدْنَاكَ، وَكَانَ يُودِعُ الصُّرَّةَ الْإِنْسَانَ ثُمَّ يَجِيءُ فَيَقُولُ: أَنْتَ فِي حِلٍّ.

وَيُقَالُ: خَدَعَتِ الْعَيْنُ: نَامَتْ، وَ «بَيْنَ يَدَيِ الدَّجَّالِ سُنُونَ خَدَّاعَةٌ»، أَيْ:

نَاقِصَةُ النَّمَاءِ وَالزَّكَاءِ، وَخَدَعَ الرِّيقُ: نَقَصَ وَتَغَيَّرَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا نَقَصَ خَثُرَ، أَيْ:

غَلُظَ‍، وَإِذَا خَثُرَ جَفَّ وَتَغَيَّرَ، وَبِذَلِكَ يَخْلُفُ فَمُ الصَّائِمِ، قَالَ سُوَيْدٌ:

أَبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذًا طَعْمُهُ ... طَيِّبَ الرِّيحِ إِذَا الرِّيقُ خَدَعْ

- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}.

قَرَأَ حَمْزَةُ، وَابْنُ عَامِرٍ بِرِوَايَةِ ابْنِ ذَكْوَانَ «فَزَادَهُمُ اللَّهُ» بِالْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ شَاءَ وَجَاءَ، وَفَتْحِ الْبَاقِي، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كُلُّهُمْ بِفَتْحِ ذَلِكَ كُلِّهِ.

<<  <   >  >>