للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حرامًا، لأنَّ الرّبا الحَرَامَ هُوَ أن يُعطى الرجل هديةً ليكافئه المُهدى إِلَيْه بأضعافها، لأنَّه يُهدى إِلَيْه ابتغاءَ وجهِ اللَّه. فهذا لا يَربو عندَ اللهِ، فأمَّا الزَّكاة والصدقة الهدية لله تَعَالى فإنه يَربو عندَ اللَّه. فكذلك قوله: {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هُمُ المُضْعِفُوْنَ}.

وقولُه تَعَالى: {لِيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ الناس}.

قرأ نافع: «لتربو» بالتاء، وإسكان الواو فالتاء هاهنا للمُخاطبين، والواو واوُ الجمعِ، والواوُ التي هِيَ لام الفعلِ ساقطةٌ؛ لسكونِها وسكونِ هذه، والأصلُ: لتربووا فانقلبت الواوُ ياءً لانكسارِ ما قبلها، وحُذفت لسكونِها وسكونِ الواوِ، وإنما قرأَها كذلك، لأنَّهم كَتَبُوْها فِي المُصحف بألفٍ بعد الواوِ.

وقرأ الباقون: «ليربو» بالياء وفتح الواو. فيكون فعلا لربا، أي: ليربوا الرّبا.

وعلامةُ النصبِ فِي قراءةِ نافعٍ حذفُ النُّونِ، والأصلُ: لتربوون، فَسَقَطَتِ النُّون علامةُ للنصبِ وحجَّتهم: الحرف الَّذِي بعده «فَلَاْ يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ» بالياء ولم يَقُل «فلا يَرْبُونَ».

وقولُه تَعَالى: {فَلَا يَرْبُواْ}.

«لا» بمعنى ليس، و «يربو» فعلٌ مستقبل، وعلامةُ رفعه سكون الواوِ وإن شئت.

<<  <   >  >>