للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخر:

أمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوْزٌ شَهْرَبَهْ ... تَرْضَى مِنَ اللَّحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ

وفيه وجهٌ أحسنُ من هذا كلّه، وذلك: أنَّ جَعْفَر بْن مُحَمَّد سُئل عَنْ {إنَّ هذان} فَقَالَ: إنّ فرعون كان لحنة قبطيا: إنَّ هذان فحكى الله لَفْظَهُ. ويخطّئ هذا التوجيه أن فرعون لم يتكلم العربية .. وكيف يغيب هذا عَنْ شيخنا؟ ! .

وقولُه تَعَالَى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ}.

قرأ أَبُو عمروٍ وحدَه: «فاجمعوا» بالوصل وفتح الميم موصلًا من جَمَعتُ عَلَى معنى عزمتُ، يقال: جمعت الأمرَ، وأَجمعت عَلَيْهِ. وأزمعت الأمر، ولا يُقال أزمعت عَلَيْهِ، وعَزمت عَلَى الأمر بمعنى واحد.

وقرأ الباقون، «فأجْمِعُوا» بقطعِ الألفِ عَلَى تقدير: أجمَعُوا السِّحْرَ والكَيْدَ. وقد ذكرت هذا الحرف بأبْيَنَ من هذَا في سورة يُونس.

وقولُه تَعَالَى: {ثُمَّ ائْتُواْ صَفًّا}.

فيه ثلاثُ قراءاتٍ: اختيارُ السَّبعة، «ثُمَّ ايتوا» بهمزة ساكنة في الدرج والهمزة، فاء الفعل. فإذا وقعت ابتدأت: ائتوا بكسر الهمزةِ، والهمزةُ ساكنةٌ. تنقلب ياء لانكسار ما قبلها. والأصل إئتوا. فأجازَ الكسائي أن يبتدأ بهمزتين. والاختيار ائتوا بتليين الثانية.

والقراءة الثانية، أنَّ خَلَفًا روى عن عبيد، عن شبل، عن ابن كثير، «ثمِّ ايتوا» بكسر الميم.

قَالَ ابن مجاهدٍ: ولا وجهَ لَهُ.

وله عندي وجهٌ، وذلك أنَّ حركة الميم في ثُمَّ تكسر لالتقاءِ الساكنين. والعربُ تُجيزُ في مثلِ هذا نحو فُظَّ‍ وثم ومُدَّ وغُضّ وزُرَّ عليك قَمِيْصَكَ ثلاثة أوجه:

مُدَّ، ومُدُّ، ومُدِّ. قَالَ الشاعر:

فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا

روى: غض، وغض، وغض، فكذلك لو قرئ ثم، وثم، لكان صوابا. كما قرئ أف وأف وأف.

وروى القطعي عَنْ شِبْلٍ، عَنْ ابنِ كَثِيْرٍ، «ثُمَّ يتْوا صفّا» يفتحِ الميم ويأتي بعدها

<<  <   >  >>