- وقوله تعالى: {أومن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}.
قَرَأَ نَافِعٌ وَحْدَهُ «مَيِّتًا» بِالتَّشْدِيدِ، وَالْأَصْلُ مَيْوِتٌ عَلَى فَيْعِلٍ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ، فقلبوا من الواو ياء وأدغموا الياء في الْيَاءِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ «مَيْتًا» بِالتَّخْفِيفِ خَفَّفَ مَنْ ثَقَّلَ كَرَاهِيَةَ التَّشْدِيدِ، يُقَالُ: هَيِّنٌ لَيِّنٌ وَهَيْنٌ لَيْنٌ، وَالْمَيْتُ، هَاهُنَا: الْكَافِرُ فَأَحْيَيْنَاهُ بِالْإِيمَانِ.
- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {ضَيِّقًا حَرَجًا}.
قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ «ضَيْقًا». خَفِيفًا.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ «ضَيِّقًا» مُشَدَّدًا، وَكَذَلِكَ فِي الْفُرْقَانِ.
وَقَرَأَ نَافِعٌ، وَعَاصِمٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ «حَرِجًا» بِكَسْرِ الرَّاءِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ، فَقَالَ قَوْمٌ: الْحَرِجُ وَالْحَرَجُ لُغَتَانِ مِثْلَ الدَّنِفِ وَالدَّنَفِ، وَقَالَ آخَرُونَ: الْحَرِجُ: الِاسْمُ، وَالْحَرَجُ الْمَصْدَرُ، فَالْحَرَجُ: الضِّيقُ، وَالْحَرَجُ فِي اللُّغَةِ الضِّيقُ، وَمَعْنَى ضَيِّقًا حَرَجًا: الْحَرَجُ أَشَدُّ الضِّيقِ كَأَنَّهُ قَالَ: ضَيِّقًا جِدًّا.
- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}.
قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ «يَصْعَدُ» خَفِيفًا.
وَقَرَأَ عَاصِمٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ «يَصَّاعَدُ» بِالْأَلِفِ وَتَشْدِيدِ الصَّادِ أَرَادَ: يَتَصَاعَدُ فَأَدْغَمَ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ «يَصَّعَّدُ» بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَالْعَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، أَرَادُوا يَتَصَعَّدُ فَأَدْغَمُوُا التَّاءَ فِي الصَّادِ، وَمَعْنَاهُنَّ وَاحِدٌ، كُلُّهُ مِنَ الصُّعُودِ.
- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ}.
قَرَأَ عَاصِمٌ وَحْدَهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: «مَكَانَاتِكُمْ» بِالْجَمْعِ فِي كُلِّ الْقُرْآنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ «مَكَانَتِكُمْ». وَمَعْنَاهُ: تَمَكُّنُكُمْ وَأَمْرُكُمْ وَحَالُكُمْ، أَيِ اثْبُتُوا عَلَى ذَلِكَ.
- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مَنْ تكون له عاقبة الدار}.
قرأ حمزة، والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
فمن قرأ بالتاء فَلِتَأْنِيثِ الْعَاقِبَةِ.
وَمَنْ قَرَأَهَا بِالْيَاءِ فَلِأَنَّ تَأْنِيثَهَا غَيْرُ حَقِيقِيٍّ، وَلِأَنَّكَ فَصَلْتَ بَيْنَ الْعَاقِبَةِ وَفِعْلِهَا